يبدو الأمر بالنسبة للنظام الحاكم في سوريا وكأنه أرقام وحسابات ضمن بيانات إحصائية جامدة تولد عصابا ينتج جرائم لا تتميز عن جرائم الهتلرية إلا بقسوتها. لأن الأرقام التي تعبر عن قيمة ممتلكاتهم وأرصدتهم جراء نهب أرزاق الشعب واستشراء الفساد والرشوة أعمت ليس أبصارهم فحسب، بل وقلوبهم أيضا حيث باعوا أرواحهم للشيطان كما باعوا الوطن من قبل. وأعتقد أنه ورد إلى سمع من يحكمون سوريا أن النصر على الفاشية عام 1945 كبَّد الاتحاد السوفييتي أكثر من أربعين مليون شهيد، وبالتالي فهم يعوِّلون على أن عدد سكان سورية غير كاف لتحقيق النصر على فاشيتهم.
المصيبة تكمن في أن الآباء الذين خلّفوا هذه السلطة للأبناء الحاليين كانوا سياسيين وفاشيين، إلا أن الأولاد - الورثة لم تتسع رؤوسهم ضيقة الأفق للمسألتين فرموا بالسياسة جانبا واحتفظوا لأنفسهم بالفاشية وهو ما نراه جليا اليوم في المذابح التي يرتكبونها في درعا وبقية المدن السورية. علما بأن تفاصيل الحياة ما قبل الثورة لم تكن بأفضل مما نراه الآن.
48 عاما عقائدية أنجزت خبرة واسعة في عالم التضليل، حيث جرى إطلاق مجموعات الطابور الخامس منذ اليوم الأول لانطلاقة ثورة الشعب في سوريا، لتقوم بنشر الأكاذيب اقتداء بمقولة وزير الدعاية السياسية لدى هتلر جوزيف غوبلز "اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس في النهاية"، ومع ذلك فقد سقط هتلر ونظامه النازي كما سيسقط النظام السوري الذي يقتدى بذلك السلف.
"قتل 10 إرهابيين واعتقل 499"، "متظاهرون في الشوارع يرفقون شعارات طائفية"، "قناصون يطلقون النار على المواطنين"، "قتل جنود وضباط من الجيش والأمن"، كلها أخبار ملفقة أو جرائم يرتكبها زبانية النظام أنفسهم وتذيعها وسائل الإعلام الرسمية السورية إعلاميو النظام. ولتفسير من هؤلاء المتظاهرين تفاعلت الادعاءات والأقاويل حول مندسين وإرهابيين وعندما ظهر أن العدد أكبر من أن يندس بدأ التلاعب فتارة يدعو حزب الإخوان المسلمين الشعب للجهاد، ونحن نذكّر بأن هذا الحزب ليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بانطلاقة الثورة بل يرغب بامتطائها بعد أن لاحظ أنها تسير إلى النصر بخطى ثابتة، وتارة يدعي حزب التحرير الإسلامي قيادته للثورة، وهنا لا بد من الإشارة إلى الحقيقة التي يعرفها أُولي الألباب منذ وقت طويل أن هذا الحزب أيضا صنيعة المخابرات السورية، وهذا كلام موثوق لا يقبل الشك.
ويظهر علينا أصحاب الرؤوس البائسة الذين يعتاشون مدى حياتهم على فضلات موائد الأنظمة ليرددوا بصفتهم أبواقا للنظام، أيّ نظام لديه فضلات، أن أعداد هؤلاء المحتجين قليلة وأن المصابين جراء غارات الأمن هم عبارة عن شباب يدهنون أنفسهم بالصباغ الأحمر ويدّعون بأنهم جرحى أمام عدسات كاميرات الهواتف المحمولة. والأغبى من هذا وذاك هو من يصدق الخدع. فالجميع يرى وقائع غزو المدنيين بدبابات الجيش الذي طالما اعتقد هذا الشعب المضطهد المغرر به أن الدولة تجهزه للتحرير ولم يخطر بباله أن لا أحد يهتم بالتحرير وأنها مجرد تمثيليات وخزعبلات وأن الهدف الرئيس من التسليح هو قتل الشعب إن جاءت الصحوة.
آلاف الكيلومترات عن دمشق لم تشكل عائقا أمام أجهزة القمع لدى النظام الحاكم في سوريا كي يمارس الرقابة على مرتزقته الذين يقتاتون على موائد الغير بشطارتهم البعثية المعهودة، لا بل ويبلغون رسائل التهديد والوعيد التي تلقيت منها خلال حواري مع ديما على "الفيس بوك" بأنهم بعدما يفرغون حسب اعتقادهم من مشاكلهم الحالية بأن الرد سيكون موجعا، وقد أجبت أن الجميع سيخضعون للحساب أمام القانون بعد قيام دولة القانون التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى.
التعتيم الإعلامي والتضليل وغيرها من مواهب نظام الطغاة في سوريا تمكنت في الواقع من زعزعة أصحاب النفوس الضعيفة لكن هذا كان أفضل في عملية الفرز لتتشكل صفوف الثوار من الناس الأكثر صلابة ما يضمن النصر الأكيد.
أن يظهر بين صفوف الشعب أناس بعيدون عن الثورة يرفعون شعارات تضر بالوحدة الوطنية أو تحرض على العنف وما إلى ذلك، فإن الأمر لا يعني أن الثورة ستفشل أو أنها ليست ثورة وليست شعبية.
ونجاح الثورة حتمي لأن التاريخ يملي ذلك اليوم ولم يعد هناك أي مجال للمماطلة، فالأزمة الاقتصادية العالمية أربكت صفوف القوى العظمى ما يفسح المجال للشعوب المستضعفة أن تضع أقدامها على طريق الحرية، والقوى العظمى ليس لديها الطاقة اليوم للإبقاء على شعبنا في خانة العبودية لذلك فأمام شعوبنا وكذلك الشعب السوري اليوم فرصة فريدة لم يكن ليراها حتى في الحلم لوقت قريب. وإذا بالتاريخ ينقلب منقلبه على رؤوس الطواغيت.
اليوم 9 أيار يوم النصر على الفاشية في الحرب الوطنية العظمى الذي حققته الشعوب السوفييتية آنذاك وبالتعاون مع الحلفاء. نهنئ شعوب العالم أجمع وشعوب روسيا الاتحادية، بشكل خاص، الذين تحملوا القسط الأعظم من تبعات الحرب على الفاشية وقدموا أكثر من أربعين مليون شهيد. نرى أن هذا مثالا حيا على إمكانيات الشعوب المقهورة في تحقيق النصر على الطغاة مهما كانت فاشيتهم لأن قوة إرادة الشعوب للحرية لا ولم ولن تقهر.
تحية إجلال للشعب السوري في معركة النضال ضد الفاشية
المجد لشهداء الثورة
الحرية لسوريا
السبت مارس 26, 2016 2:20 am من طرف 2ananabac55
» Hack Texas HoldEm Poker
الأحد ديسمبر 21, 2014 10:30 pm من طرف yousef
» برنامج زيادة المال في لعبة Texas HoldEm Poker
الخميس فبراير 27, 2014 4:27 am من طرف nxh1910
» طريقة لزيادة الرصيد في بوكر الفيسبوك , اسهل طريقة لزيادة الشبس في لعبة البوكر
الأربعاء فبراير 12, 2014 4:12 am من طرف محمد حكيم
» برنامج زيادة النقاط وزيادة النقود في لعبة كنتري لايف country life
السبت فبراير 08, 2014 6:18 am من طرف sezer999
» طريقة استخراج الكنوز والدفائن
السبت نوفمبر 16, 2013 6:38 am من طرف zeidan
» اكتشاف13 مدفنا محفورة بالصخر الجيري في منطقة حوارة باربد
الخميس نوفمبر 07, 2013 7:45 am من طرف zeidan
» الدفائن والكنوز اليهودية
الخميس نوفمبر 07, 2013 7:01 am من طرف zeidan
» برنامج زيادة رصيد البوكر , الحصول على رصيد بالبوكر بالملاين
الإثنين سبتمبر 23, 2013 1:03 pm من طرف basemo
» برنامج الغش في لعبة Millionaire City مليونير المدينة في الفيسبوك facebook
السبت أغسطس 03, 2013 11:51 am من طرف ALJOKAR08
» تعرفة الخطوط الجديدة لمشتركي زين
الأربعاء مايو 01, 2013 4:03 pm من طرف علاء المنير
» برنامج زيادة الطاقة و زيادة المال في لعبة Empires & Allies
الجمعة أبريل 12, 2013 12:25 am من طرف csc
» ما هو ( اندرويد ) ؟
الخميس مارس 07, 2013 6:44 am من طرف xxxfares
» عندما يكون الاشيء شيء
الإثنين يناير 14, 2013 12:32 am من طرف منى اللوزي
» كلمات سر امبايرز اند اليز
الجمعة يناير 11, 2013 5:54 am من طرف السفاح الابيض
» الصمت الصامت
الخميس يناير 10, 2013 7:00 am من طرف نشأت حداد
» برنامج زيادة الطاقة و زيادة المال في لعبة Empires & Allies
الخميس ديسمبر 20, 2012 11:53 am من طرف سمرة
» مبارك يواجه مصيره
الخميس ديسمبر 20, 2012 11:47 am من طرف سمرة
» لماذا نتألم
السبت سبتمبر 01, 2012 5:43 am من طرف لولو
» حقائق راسخة مغلوطة
السبت سبتمبر 01, 2012 5:32 am من طرف لولو