وفاة البطل المصري "جمعة الشوان"

العميل المزدوج الذي خدع كيان العدو ووجه صفعة لا تنسى للموساد
وفاة البطل المصري "جمعة الشوان" بعد صراع مع المرض ويشيع جثمانه بعد ظهر الأربعاء من القاهرة








بعد صراع طويل مع المرض توفى مساء الثلاثاء بالقاهرة البطل المصري "أحمد عبد الرحمن الهوان" الشهير بـ " جمعة الشوان " عن عمر يناهز 74 عام وسيتم تشييع جثمانه بموكب مهيب يحضره عدد من أعضاء المجلس العسكري ورئيس الوزراء د. عصام شرف وعدد من الوزراء ورجال القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والسيادية غدا بعد صلاة الظهر.

ويعد البطل"جمعة الشوان" من اخطر الشخصيات المصرية التي لقنت جهاز الموساد الصهيوني درسا قاسيا عندما أوهمه بالعمل لصالحه كجاسوس على وطنه مصر إلا انه كان يعمل بالاتفاق مع المخابرات العامة المصرية التي راوغت من خلاله جهاز الموساد الصهيوني .

ويعتبر " الشوان " من أهم العملاء الذين شهدهم صراع المخابرات المصري الصهيوني و برز دوره من خلال مسلسل "دموع في عيون وقحة "باسم "جمعة الشوان" من إنتاج التلفزيون المصري ومن بطولة الفنان المصري" عادل أمام".

ولد البطل " جمعة الشوان " وتربي ونشأ بمدينة السويس والتي اضطر إلى الهجرة منها هو وعائلته أمه وأخوه وزوجته بعد نكسة يونيو 1967 وهناك فقدت زوجته نظرها نتيجة للقصف الصهيوني لمدينته التي تقع على ضفاف قناة السويس.

حاول " الشوان "العمل في القاهرة بالسوق السوداء عن طريق بيع المواد التموينية والتي كان محظور التجارة فيها لظروف البلد الاقتصادية السيئة حتى انغلقت كل الأبواب في وجه فاضطر إلى السفر إلى اليونان لمقابلة رجل أعمال هناك ذكر في المسلسل باسم باندانيدس وهو يملك العديد من سفن الشحن ويدين للهوان بحوالي 2000 جنيه ولكنه لم يكن موجود في اليونان كخطة من الموساد كي يعاني الهوان ويوافق على أي شيء.

وفي اليونان قابل الهوان الريس زكريا "هو اللواء عبد السلام المحجوب محافظ الإسكندرية الأسبق ووزير الدولة الحالي" بالمخابرات العامة وحاول إقناعه بالعودة ولكن الهوان لم يستمع له. وبعد مرور الوقت قرر الهوان العودة إلى مصر لولا انه عرف أن باندانيدس قد عاد وذهب لزيارته وهناك قام بندانيدس بإعطائه عمل على إحدى سفنه والذاهبة إلى بريستون بانجلترا.

وهناك تعرف على جوجو الفتاة اليهودية والتي أحبها وأغرته للعمل معها وطبعا كان ذلك تخطيطا من الموساد، بعد سفر السفينة التي كان يعمل عليها لم يكن أمامه سوى العمل بالشركة التي يملكها والد جوجو وبها قابله أحد رجال الموساد على أنه سوري واسمه أبو داود - في الحقيقة شمعون بيريز رئيس "إسرائيل" ورئيس وزرائها فيما بعد- يعمل بالشركة وطلب منه أن يعود إلى مصر ويجمع بعض المعلومات عن السفن الموجودة بالقناة.

وعندما عاد الهوان إلى مصر قام بفتح محل بقاله لبيع المواد الغذائية واخذ يجمع المعلومات التي طلبت منه ولكن الشك في قلبه اخذ في التزايد فذهب إلى مقر المخابرات العامة المصرية وهناك التقى بالضابط مدحت والذي عرفه بالريس زكريا وحكى له بكل ما لقاه وهنا قرر التعاون مع المخابرات المصرية لتلقين الموساد درسا.عمله مع المخابرات.

وبدأ تعاون الهوان مع الصهاينة ومعرفة ما يريدونه وأخبارهم بما يريده المصريين مما جعله جاسوسا هاما بالنسبة للكيان الصهيوني وبعد حرب أكتوبر المجيدة زادت حاجتهم إلى الهوان وسرعة إرسال المعلومات ولذلك قرروا إعطائه أحدث أجهزة الإرسال في العالم والذي كان أحدها بالفعل موجود بمصر ولم تستطع المخابرات في القبض على حامله.

وهنا قرر الهوان الذهاب إلى الكيان الصهيوني للحصول على الجهاز وهناك قاموا بعرضه على جهاز كشف الكذب والذي تدرب عليه جيدا مما جعله ينجح في خداعهم جميعا ليحصل على اصغر جهاز إرسال تم اختراعه في ذلك الوقت ليكون جاسوسا دائما في مصر. وبمجرد وصوله إلى أرض مصر وفي الميعاد المحدد للإرسال قام بإرسال رسالة موجهه من المخابرات المصرية إلى الموساد يشكرهم فيها على الحصول على جهاز الإرسال. وهنا انتهت مهمة أحمد الهوان ، الذي يعد من أهم وأعظم الرجال الذين تفخر بهم مصر.