القنابل الخارقة للتحصينات (EPW - القنابل الذكية)

القنابل الخارقة للتحصينات (EPW - القنابل الذكية):


فى سبتمبر 2008 صادق الكونجرس الأمريكي على إمداد إسرائيل بـ 1000 قنبلة خارقة للتحصينات من طراز GBU-39/B تنتجها شركة (Boeing ) وتسلمتها إسرائيل فى بداية شهر نوفمبر 2008، أي قبل حوالي شهر من العدوان الإسرائيلي على غزة, وأشارت التقارير الصحفية إلى أن هذه الأسلحة هي نفسها التى استخدمتها إسرائيل فى العدوان على قطاع غزة نهاية ديسمبر2008م.
وذكرت التقارير الصحفية أيضاً أن الولايات المتحدة استأنفت إمداد الجيش الإسرائيلي بأسلحة وقنابل متطورة من نوع GBU-28 , وأخرى أصغر حجما من نوع GBU-39 , وأنظمة صواريخ تعمل بالليزر، وأشارت التقارير أيضاً إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعطت تعليماتها بزيادة وتيرة إرسال القنابل الذكية لسلاح الجو الإسرائيلي بأنواعها المختلفة حيث تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية هي المنتج المصمم الأول للقنابل الخارقة للتحصينات، ومع تطور التكنولوجيا أنتجت الولايات المتحدة أنظمة جديدة من هذه الأسلحة تعتمد على استخدام الفولاذ كخليط من (اليورانيوم المنضب والتيتانيوم) أو(التنجستن والمولبيدينيوم) وتمتاز هذه القنابل بشدة قوتها حتى تتمكن من تدمير الأهداف الصعبة والموجودة تحت الأرض بدون إحداث "أضرار مصاحبة كثيرة". وكما أشارت بعض الصحف في وصفها لهذه القنبلة بأنها "ذكية وأنيقة"، ولكن الهواء الناتج عنها محمل بحقائق مروعة موجودة في مكوناتها.
تعرف الأسلحة الخارقة للتحصينات اصطلاحاً بـ "Earth Penetrating Weapons " ويرمز إليها بالرمز المختصر "EP"وهى مصممة لتصطدم بالأرض بسرعة عالية تخترق العمق وتنفجر فيه بعد ذلك.
والأسلحة الخارقة للتحصينات مصممة بصفة أساسية لتدمير المباني الإستراتيجية التى تصل إلى 60 متر من الحجارة أو 100 متر فى عمق الرمال أو المباني المشيدة بالإسمنت الصلب جداً أو المدعم بالفولاذ أو الكربون والتي لا يقل سمكها عن 2 متر ومقاومتها70 كجم/ سم3، وتعد هذه الأسلحة من أكثر الأسلحة دماراً حيث أنه يدخل فى تركيبها خليط من اليورانيوم المنضب والتيتانيوم والتنجستن والموليبدنيوم وقد تكون على هيئة قنابل أو صورايخ جوية أو أرضية كما ويمكن تحميلها فى صواريخ قصيرة المدى تحملها طائرات F15 ، F16 .
تتألف القنابل الخارقة للتحصينات من نوعين وهـما:

القنابل النووية التكتيكية Nuclear Bunker Buster : ويتميز هذا النوع من القنابل عن النوع التقليدي برأس رفيع وقدرة اختراق أقل من النوع التقليدي حوالي 2 - 3 أمتار ولكن بمفعول أكبر بكثير إذ يعمل على توليد موجات طاقة باستطاعتها تحطيم تحصينات تحت أرضية على مسافة 70 متر تقريبًا.
القنابل الخارقة للتحصينات التقليدية Conventional Bunker Buster : ويسمى هذا النوع من القنابل (القنابل التقليدية) وتعرف أكبر فئتين منه باسم (GBU-28 ) و(GBU-39 ) وتعتمد هاتين الفئتين من القنابل على نفس الهيكل ولكن مع أنظمة توجيه مختلفة.
قنبلة (GBU-28 ): وتعتبر من القنابل التقليدية المدمرة للتحصينات ويأتي معناها اختصاراً للكلمات الآتية (Guided Bomb Unit 28 ) وتسمى أيضا مدمرة الملاجئ، وتم إنتاجها وتطويرها بواسطة شركة لوكيهد (Lockheed ) الأمريكية بالتعاون مع سلاح الجو الأمريكي ويتم إطلاقها من خلال طائرات F15 وتوجيهها بالليزر وتزن قرابة 5000 رطل أي ما يعادل 2.410 كجم، وتحمل شحنة من المتفجرات الشديدة مادة "Tritional " خليط من مادة TNT بنسبة 80% مع مسحوق الألمنيوم بنسبة 10% وتزن شحنة المتفجرات 2.169 كجم وتستخدم هذه القنابل لتدمير الأهداف الصعبة، وتستطيع اختراق أكثر من 100 قدم في التراب و21 قدم فى الإسمنت المسلح والجرانيت أو الصخر من خلال اعتمادها على الوزن المتزايد بتسارع السقوط وكثافة الجزء الأمامي للرأس الخارق المعروف بـ BLU 113 Penetrator .
الأدلة على استخدامها خلال العدوان على قطاع غزة:

تقرير خبير الأمم المتحدة Jean François Fechino :
بحسب التقرير الصادر عن البعثة استخدمت هذه القنابل فى قصف مبنى وزارة الداخلية بمجمع الوزارات فى منطقة تل الهوا غرب مدينة غزة، حيث أن البعثة عثرت على أجزاء وشظايا لقذائف GBU-28 / BLU-113 Penetrator انفجرت فى المبنى وعثرت البعثة أيضاً على قنابل كاملة لم تنفجر فى ذات المبنى.
قنبلة B /GBU-39 : وتعتبر من القنابل التقليدية المدمرة للتحصينات ويأتي معناها اختصاراً للكلمات الآتية (Guided Bomb Unit 39 ) وهى من إنتاج شركة (Boeing ) الأمريكية وتزن القنبلة 285 رطل أي ما يعادل 129 كجم وتحتوى على شحنة من المتفجرات تصل إلى 22.680 كجم من نوع "Tritonal " وهو عبارة عن خليط من مادة TNT بنسبة 80% وبودرة الألمنيوم بنسبة 10% وتيتانيوم بنسبة10%، ويزن رأسها الحربي متعدد الاستخدام خارق صاعق/ مفتت حوالي 250 رطل أي ما يعادل 113كجم، وتصل حرارتها عند انفجارها إلى 2800/3500 درجة مئوية ويقع نظام التشغيل فى ذيل القنبلة, ويتم توجيه هذه القنبلة نحو أهدافها بنظام الليزر وتساعد برامج التفجير على تفجير القنابل فوق سطح الأرض وبنسبة خطأ لا تتجاوز 13 متر، وتعد هذه النسبة قليلة جداً وذلك بسبب الساتيلايت الملاصق للقنبلة أثناء الانطلاق نحو الهدف، وتحتوى القنبلة أيضاً على قشرة مكونة من غلاف كربوني يزيد من قوة الاختراق فى الهواء ويحدث فجوة فى الأرض ويزيد من سرعة القنبلة أثناء انطلاقها نحو الهدف، كما وتحتوى القنبلة على رادار كاشف يقوم بإطلاق قنابل مضادة للصورايخ وتتبخر القشرة لدى إلقاءها, وتمتاز القنبلة أيضاً بقدرتها على الاختراق إلى مسافة تصل إلى 60 متر تحت الأرض، وجميع العمليات الناتجة عن استخدامها تتم تحت الأرض أيضاً الأمر الذي يزيد من فعاليتها بمقدار 60% حيث أنها تحدث ما يشابه الزلزال لدى انفجارها وتزيد من قوة الدمار إلى ثلاثة أضعاف.
الأدلة على استخدامها فى العدوان ضد قطاع غزة:

تقرير خبير الأمم المتحدة Jean François Fechino :
بحسب التقرير الصادر عن البعثة تعرض حاجز فيلادلفيا والأنفاق فى رفح للعديد من الهجمات بالقنابل الخارقة للتحصينات التى تم إلقاءها من الجو بالإضافة إلى قنابل الفسفور الأبيض، كما وأن مكونات قنابل GBU-39 التى كانت على شكل خليط مكون من80 % يورانيوم و10% تنجستين و10% تيتانيوم وحجم الحفر فى هذه المنطقة ومخلفات القنابل خاصة القنابل الخارقة للتحصينات وقذائف الفسفور الأبيض المصاحبة تدلل على استخدامها هذه المنطقة على الرغم من قيام الجرافات الإسرائيلية بترميم المنطقة ودفن آثار وبقايا القنابل والأسلحة المستخدمة فى عملياتها.

تقارير لجنة توثيق وتقارير المراكز الحقوقية المحلية:
رصدت العديد من الهيئات والمراكز الحقوقية العاملة فى قطاع غزة استهداف منطقة الأنفاق والشريط الحدودي مع مصر بأنواع مختلفة من الأسلحة خلال فترة العدوان وبحسب التقارير الحقوقية أصيب نتيجة القصف 18 شخصاً على الأقل، عدا عن تضرر وتدمير عشرات المنازل الملاصقة للشريط الحدودي.

الآثار البيئية لاستخدام القنابل الخارقة للتحصينات "القنابل الذكية":
تستطيع هذه القنبلة أن تنفجر بعد أن تدفن نفسها فى التراب وبدون أن تخلف أي آثار تذكر على سطح الأرض سوى ثقب وتناثر لبعض أجزاء من التربة المحيطة بموقع سقوط القنبلة الأمر الذي يعرض التربة لخطر الانهيار فى المستقبل، كما وأن استخدام هذا النوع من القنابل يمكن أن يخلف مواد مسرطنة وإشعاعية غير مرئية داخل التربة حسب مكونات القنبلة، هذا بالإضافة إلى أن تخلل مياه الأمطار والندى والمياه الجوفية يمكن أن تحمل مواد إشعاعية تسبب تلف المناطق الزراعية والأمراض.