يخلو منزل من مشكلة عائلية أو أكثر، بل إن ظروف الحياة المعاصرة قد زادت من حدة هذه المشكلات ودرجة التهابها. إلا أن الأمس يختلف بالطبع من حالة لأخرى، فبعضها يكون أشبه بـ«ملح الحياة» الذي يعطيها طعماً خاصاً ويجعلها خالية من الملل إلى حد ما في حين أن بعض المشكلات الأخرى تهدد الحياة الزوجية برمتها وتجعلها قابلة للانفجار بين لحظة وأخرى. تربية الأطفال تشغل الأم وقتاً طويلاً فهي تكرس حياتها لأطفالها وإدارة شؤون منزلها. ولكن عندما يكبر هؤلاء الأبناء ويبدأون في تحمل مسؤولية أنفسهم يزيد الملل بالنسبة للأم وتشعر بالفراغ مما ينعكس على حياتها عموماً وأفكارها وتفقد فيما بعد حماسها للأشياء مما يعكر صفو الحياة الزوجية. عند هذا الحد يتعين على الزوجة أن تبحث عن طريق أخرى تخرجها من هذه الحالة وذلك بتغيير روتين حياتها اليومي واستغلال طاقتها في إحدى الهوايات النافعة التي تعود بالمتعة والفائدة عليها وعلى الآخرين مثل الاشتراك في إحدى الجمعيات الخيرية أو غيرها من الأنشطة والهدف من ذلك هو تجديد نشاطها وأفكارها والالتقاء بمجتمع جديد وتكوين علاقات جديدة.ولاشك أن هذا التغيير سينعكس بشكل إيجابي على حياتها الأسرية. من الأمور البدهية أن التدخل الخارجي في حياة الزوجين يزيد المشكلات بينهما وتنشأ الخلافات لأي سبب كان، وهذا طبيعي لكن عندما يكون في حدود المعقول وألا يتجاوز الحدود المتعارف عليها ولا يسمح بأن يصبح مأساوياً فيؤثر على الزوجين بشكل مباشر. فمن المعروف أنه كلما كان عدد أطراف المشكلة أقل كان حلها أسهل، ولكن ذلك لا يمنع من أن تلجأ الزوجة إلى من يساعدها في إيجاد الحل كاللجوء إلى اختصاصي اجتماعي أو من تتوسم فيهم رجاحة العقل من أفراد العائلة إذا تجاوزت المشكلة حداً معيناً ولم يستطع الزوجان حلها بمفردهما. قال تعالى {فإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما} هكذا يكون الموقف في حالة الخلاف الحاد وذلك لتخفيف حدة الاحتدام والمناقشات الساخنة، وحتى يمكن تقريب وجهات النظر، والاستفادة من أوجه الاتفاق أكثر من استعراض أوجه الخلاف. هذه المناقشات لابد أن تكون بعيدة كل البعد عن الأطفال حتى لا تهتز صورة أحد الوالدين أو كليهما أمام الأبناء. العلاقة بين الزوجين في الأساس علاقة مودة ورحمة أي علاقة إنسانية يجب أن تتجرد من صيغة التابع وتقوم على أسس سليمة تسودها المحبة والمشاركة والتعاون والتفاهم والحوار المباشر واحترام كل منهما رأي الآخر مما يسمح بتكوين أسرة سوية غير مفككة وذلك لن يتأتى إلا عن طريق إدراك الزوج أن زوجته تتمتع بالنضج الفكري والانفعالي وأن لها استقلالية في الرأي وأنه بالإمكان الوصول معها إلى التفاهم والاتفاق ومن ثم إلى الرأي الصائب الذي يفيد كلاً من الطرفين وقد تتولد عوامل أخرى للخلافات داخل الأسرة في حال ما إذا كانت الزوجة عاملة، فإن المرأة من حقها أن تعمل وتشارك في خدمة وطنها على اعتبار أنها عنصر فعال تفيد أسرتها بالدرجة الأولى ومجتمعها تبعاً لذلك. فإن كان الرجل نصف المجتمع فمن باب أولى أن تكون المرأة النصف المكمل له. كما قد تتعقد المشكلة ويكبر حجمها عندما يستغرق عمل الزوج وقتاً أطول خارج البيت حيث قد لا تقبل الزوجة ذلك فتبدأ المشكلات تدب داخل الأسرة ولكن تبرز هنا علامة استفهام فإن مثل هذه الأمور الطارئة من المفترض ألا تخلق مشكلات في الأسرة إذا كانت تلك الأسرة قائمة على أسس قوية، فمن الصعب أن تهتز أو تهدد كيانها بسبب طبيعة عمل أي من الزوجين فالحياة كلها مشاركة وجدانية وتعاون وترابط بين أفراد الأسرة. لقد ثبت أن كثيراً من المشكلات العائلية يكون مرجعها إلى الأسباب المادية فقد يتعرض الإنسان لأزمة مالية مفاجئة خصوصاً إذا كان من رجال الأعمال فتنقلب حالة الأسرة رأساً على عقب خصوصاً إذا كانت قد اعتادت على أسلوب معين من الرفاهية أو الحياة السهلة، فإذا تعرضت لأي اهتزاز مالي فسوف يؤثر ذلك تأثيراً بالغاً على الحياة الأسرية عامة. المطلوب من الزوجة هنا أن تكون أكثر تماسكاً وتعقلاً لأن الصدمة يكون لها التأثير الأكبر في الغالب على الزوج كونه رب الأسرة والمسؤول الأول عنها وهو الذي يدبر المال فإذا عجز عن ذلك فإنه يشعر بالذنب ويصبح عصبي المزاج ومن هنا تبدأ المشكلات وينقلب ذلك على الأطفال مما يصيبهم بالخوف والاضطراب والقلق الشديد.إذا كان الزوج هو أساس المنزل والعمود الفقري له فإن الزوجة هي مجرد الزاوية لهذا المنزل وعند وقوع أي عارض فلابد لهما من التماسك والترابط والثبات في مواجهة الأحداث والتعامل مع الأمر بالعقلانية ومحاولة تعويض ما قد ضاع، وعلى الزوجة توضيح ذلك للأبناء الكبار موضحة لهم الموقف بعد الأزمة وأن الحياة ستستمر رغم الصعاب وعلى ذلك يبدأ كل فرد منهم في تنظيم حياته من جديد والمشاركة في تحمل المسؤولية والنهوض بعبء الأسرة كل حسب الإمكانات المتوفرة له. وهناك الماضي القوي الذي يؤثر على الحياة الزوجية ويتسبب في مشكلات داخل الأسرة فقد يدب الشك والغيرة بينهما دون أي أسباب ودون تعقل، فالشك يهدم حياة الأسرة وكذلك الغيرة المبالغ فيها. فيتعرض بنيان الأسرة للتصدع ويصبح تصرف كل منهما غير مسؤول إلى حد ما ومن ثم يصبح البيت غير مرغوب فيه وقد يلجأ الزوج إلى مكان آخر وتبدأ الأسئلة تطارده من قبل الزوجة هل في حياتك امرأة أخرى، هل رجعت إلى سيرتك الأولى، وهل وهل..؟ فإذا استمر الأمر على هذا المنوال فسوف تكبر المشكلة ويصعب حلها مما ينعكس على الأبناء أيضاً فيظهر التأخر الدراسي والإهمال والقلق والخوف والاضطرابات النفسية والانطوائية فينتج عن ذلك أسرة مفككة متصدعة متهاوية الأركان. فالأسرة تتكون عادة من أبناء صغار وقد يكون بعضهم في سن المراهقة، وهؤلاء الأبناء هم في أمس الحاجة إلى الهدوء العائلي والتفاهم والسكينة وهذا يتطلب من الزوجة الحنكة والكياسة في التعامل مع الأبناء المراهقين بحكمة دون اللجوء إلى الشدة والضرب والعنف فهذا لا يجدي نفعاً، بل يزيد من حجم المشكلة ولكن بدلاً من ذلك عليها أن تقرب الابنة منها وتعرف تفاصيل المشكلة وتضع الثقة فيها وتشعرها بأنها تهتم بكل كلمة تصدر منها حتى تدفعها إلى الكلام معها بصدق وتجعل منها صديقة لها وتحاول أن تشرح لها بعض المواقف المتشابهة وكيف يمكن أن يكون للعلاقات السيئة ورفقة السوء تأثير بالغ في انحراف السلوك ومن ثم التأثير على حياتهم المستقبلية. وعلى المرء أن يأخذ عبرة وعظة من التجارب الماضية ولهذا نقول لا بد من استخدام الحكمة والموعظة والملاحظة المستمرة والأسلوب الهادئ والتنبيه على الأخطار والمشكلات التي تواجه الأبناء في هذه المرحلة العمرية بكل اهتمام. فإن مشكلات الأسرة عادة تنقلب على الأبناء فيهمل كل من الوالدين أبناءهما.. هنا نقول رحمة ورأفة بالأبناء ونشير بالبنان إلى الزوجين أولاً ثم الأبناء وبعد ذلك التفكير في أي شيء آخر لكي يتحقق الاستقرار والأمن والسلامة والمحبة وتصبح الأسرة ثابتة غير متصدعة أمام تقلبات الحياة
دخول
المواضيع الأخيرة
.
عربي الى الأبد:
Histats
,
2 مشترك
هل عمل الزوجة سبب في حياة زوجية تعيسة..
ليان- شخصيه بارزه
- عدد المساهمات : 114
نقاط : 245
رصيد الذهب : 30
- مساهمة رقم 1
هل عمل الزوجة سبب في حياة زوجية تعيسة..
بيسان- كبار شخصيات المنتدى
- عدد المساهمات : 3359
نقاط : 3818
رصيد الذهب : 860
- مساهمة رقم 2
رد: هل عمل الزوجة سبب في حياة زوجية تعيسة..
يسلمو ع الكلام الجميل
السبت مارس 26, 2016 2:20 am من طرف 2ananabac55
» Hack Texas HoldEm Poker
الأحد ديسمبر 21, 2014 10:30 pm من طرف yousef
» برنامج زيادة المال في لعبة Texas HoldEm Poker
الخميس فبراير 27, 2014 4:27 am من طرف nxh1910
» طريقة لزيادة الرصيد في بوكر الفيسبوك , اسهل طريقة لزيادة الشبس في لعبة البوكر
الأربعاء فبراير 12, 2014 4:12 am من طرف محمد حكيم
» برنامج زيادة النقاط وزيادة النقود في لعبة كنتري لايف country life
السبت فبراير 08, 2014 6:18 am من طرف sezer999
» طريقة استخراج الكنوز والدفائن
السبت نوفمبر 16, 2013 6:38 am من طرف zeidan
» اكتشاف13 مدفنا محفورة بالصخر الجيري في منطقة حوارة باربد
الخميس نوفمبر 07, 2013 7:45 am من طرف zeidan
» الدفائن والكنوز اليهودية
الخميس نوفمبر 07, 2013 7:01 am من طرف zeidan
» برنامج زيادة رصيد البوكر , الحصول على رصيد بالبوكر بالملاين
الإثنين سبتمبر 23, 2013 1:03 pm من طرف basemo
» برنامج الغش في لعبة Millionaire City مليونير المدينة في الفيسبوك facebook
السبت أغسطس 03, 2013 11:51 am من طرف ALJOKAR08
» تعرفة الخطوط الجديدة لمشتركي زين
الأربعاء مايو 01, 2013 4:03 pm من طرف علاء المنير
» برنامج زيادة الطاقة و زيادة المال في لعبة Empires & Allies
الجمعة أبريل 12, 2013 12:25 am من طرف csc
» ما هو ( اندرويد ) ؟
الخميس مارس 07, 2013 6:44 am من طرف xxxfares
» عندما يكون الاشيء شيء
الإثنين يناير 14, 2013 12:32 am من طرف منى اللوزي
» كلمات سر امبايرز اند اليز
الجمعة يناير 11, 2013 5:54 am من طرف السفاح الابيض
» الصمت الصامت
الخميس يناير 10, 2013 7:00 am من طرف نشأت حداد
» برنامج زيادة الطاقة و زيادة المال في لعبة Empires & Allies
الخميس ديسمبر 20, 2012 11:53 am من طرف سمرة
» مبارك يواجه مصيره
الخميس ديسمبر 20, 2012 11:47 am من طرف سمرة
» لماذا نتألم
السبت سبتمبر 01, 2012 5:43 am من طرف لولو
» حقائق راسخة مغلوطة
السبت سبتمبر 01, 2012 5:32 am من طرف لولو