تحف السعودية تحول سجناء جدة لفنانين

في خطوة تهدف للاستفادة من مواهبهم في حماية تراث بلدهم وكسب لقمة العيش، منحت إدارة السجون مجموعة من النزلاء المفرج عنهم فرصة المشاركة في ترميم وصيانة التحف الفنية والمجسمات الجمالية في مدينة جدة الساحلية.
فقد بدأ فريق يضم عشرة نزلاء سعوديين أُفرج عنهم من سجون جدة الأسبوع الماضي، في ترميم وصيانة أكثر من 620 مجسما جماليا على كورنيش جدة بالتعاون مع أمانة المدينة.
وانطلقت أعمال الفريق الذي يقوده الفنان العالمي عبد الحافظ الغامدي الأسبوع الماضي في الكورنيش الجنوبي، بصيانة أربعة مجسمات تتجاوز أعمارها الـ30 عاما.
وقال الدكتور بهجت حموه -مدير عام التشجير والحدائق في أمانة جدة-: "إن الأمانة وبالتنسيق مع مديرية السجون وافقت على تنفيذ فريق النزلاء للأعمال؛ تمهيدا لمباشرة الأمانة مهمة الصيانة والترميم رسميا في القريب العاجل، في حال ثبت نجاح الفريق في عملية الترميم، بحسب صحيفة "عكاظ" السعودية".
وأضاف حموه:"اطلعت على الأعمال الفنية التي نفذها النزلاء خلال فترة محكوميتهم داخل السجن، والتي تثبت بأنهم يتمتعون بموهبة كبيرة وقدرة فائقة على تنفيذ الأعمال الحرفية بشكل مميز، الأمر الذي يجعلنا متفائلين بنجاح أعمالهم في الفترة المقبلة".
وأوضح الدكتور حموه: "بدأنا خلال الأسابيع الماضية بالتنسيق مع عشرة فنانين سعوديين؛ لاستشارتهم فيما يتعلق بصيانة المجسمات ونظافتها، ووضع حلول لعبث المراهقين والكتابة عليها؛ والتي ما زلنا نعاني منها منذ فترة طويلة".
حرف مناسبة
من جهته قال عبد الحافظ الغامدي -المسئول عن معهد العليا للأعمال الحرفية والفنية بالمملكة-: منذ ما يقارب العامين يجري تأهيل نزلاء السجون؛ الذين يملكون الموهبة والرغبة في تنفيذ الأعمال الفنية؛ بهدف وضع حرفة مناسبة في أيديهم عقب الإفراج عنهم مباشرة.
وأضاف: "رصدنا جهودا تبذلها إدارة السجون تهدف إلى توفير الوظائف للمفرج عنهم، وتمكنت الدفعة الأولى وأغلبهم من الشباب دون الـ25 عاما من إيجاد وظائف حرفية برواتب لا تقل عن ثلاثة آلاف ريال، يمارسون المهنة حاليا".
وعن إجادتهم المهنة قال: "تم تدريبهم لفترة تجاوزت الثمانية أشهر خلال فترة تواجدهم داخل السجن حتى أتقنوا حرفة التعامل مع التحف الفنية والمجسمات، ويمكن لأي واحد منهم افتتاح مشروع خاص به إذا رغب في أقرب فرصة".