الحنين وبحر الذكريات في خواطر مغترب ـــ ميخائيل عيد – سورية
كان من أكثر الشبان الذين عرفتهم ذكاء وطموحاً واجتهاداً على كثير من الطيبة والصدق والتواضع، قيل له: الفقر في الوطن غربة فحمل صرة همومه وذكرياته وطموحاته ورحل.
وبعد خمسين عاماً من الدراسة والعمل والاختبارات صار الطبيب اللامع وعالم النفس المرموق عالمياً، وبقي شاعر المشتى وابنها البار ريان الحلو.. كان اكتشافه الوجودي الأهم في نظره هو أن الثروة والجاه والمجد والشهرة فقر في الغربة، وأن لا شيء يضاهي الأهل والوطن.
أيُّ سحرٍ عجيب هو هذا الذي يجعلنا نعاود اكتشاف الوطن؟ أو أيّ طاقة روحية هي التي تجعلنا مشدودين إليه ونحن على بعد مئات الأميال عنه؟.
قال لي رجل لطيف كان ينتظرني في اتحاد الكتاب العرب! أنا صهر ريان الحلو...
صافحته وفي ذهني تدور عجلات الزمن رجوعاً إلى تلك الأيام، سطعت الذكريات ونهضت الوجوه والأشياء والأمكنة من كهوف طمرها النسيان بغباره على مدى خمسين عاماً أو يزيد. ما أعجب الذاكرة البشرية! أهذه العوالم الغافية توقظها في لحظة همسة أو إشارة؟
وسألت صديقي عن حاجته فأخبرني أن الدكتور ريان الحلو يريد أن يصدر باقة من أشعاره وقد حولتها مديرية الرقابة إلى اتحاد الكتاب... لم أكن أعرف أن الدكتور العالم ريان الحلو شاعر... وها أنذا أعيد قراءة ديوانه الأول... وها هي ذي فسحة الرؤى تتسع وينابيع الحنين تتدفق صافية مفردة.
الدكتور ريان الحلو من مواليد المشتى عام 1937. سافر أواخر عام 1958 لدراسة الطب فنال الدكتوراه ثم درس علم النفس واختص بالطب النفسي ثم العقلي... أدرج اسمه مع نبذة عن حياته كأحد أشهر الأطباء وعلماء النفس منذ أواخر الثمانينات في الموسوعة الألمانية ـ النمساوية السويسرية... وهو إلى ذلك وقبل ذلك يكتب الشعر ـ وقد نشر بعض قصائده منذ عام 1954... (راجع الغلاف الأخير من "خواطر مغترب").
تطالعنا الملحوظة التالية على الصفحة الأولى من الكتاب: "يرصد ريع الطبعة الأولى من هذا الديوان للهلال الأحمر الفلسطيني، هذا العملاق الرائع الملامح في تاريخنا العربي الحاضر" ونحن لا ننسى أنه متزوج من فلسطينية... أما الإهداء فيبدأ هكذا "إلى وطني الحبيب الذي أحمل في غربتي من قرابة نصف قرن تربته زاداً لتدفع عن جذور نفسي الموت الذي كنت ولا أزال أخشاه..." ثم لا ينسى أن يذكر أبناء الوطن المغتربين الذين "يحملون ما أحمل من شوق إلى وطننا الغالي... وإلى أهلنا وأحبائنا المقيمين فيه...".
في "مدخل" يشير إلى مسألة شديدة الرهافة: "فنحن لم نهجر وطننا بل تغرّبنا عنه، ومن هاجر، قد يأتي اليوم الذي يقطع فيه علاقته، ولو بشكل غير إرادي مع وطنه الأم، أما المغترب فيحيا طوال حياته في وطنين، وطن مولده ووطن سكناه، وقد يأتي اليوم الذي يصبح فيه غريباً في كلا الوطنين، فيصبح حنينه ألماً دائماً وضياعاً مستمراً، يود أن ينهيه، ولكنه لا يستطيع، ويستمر الشوق وتستمر الغربة، إذ تربطه بوطنه الأم الجذور وفي وطن اغترابه الأغصان، فيصبح بذلك كجذع الشجرة أسيراً بين جذورها وأغصانها..".
في "كلمة شكر" يوجه المؤلف التحية إلى حكومة الجمهورية العربية السورية على رعايتها شؤون المغتربين ثم يتكلم عن برنامج "على عيني" التلفزيوني ومقدمته السيدة رائدة الوقاف ليختم كلمته بشكر من ساعده في إخراج كتابه إلى الوجود ومنهم هالة القنواتي من المشتى ومنهم فنانة المشتى التشكيلية التي صممت الغلاف أديل الحلو ثم يخص بالشكر حنا جرجس جرجس الذي أخرج الكتاب، وكأنه يريد أن يشير
إلى أن كتابه "مشتاوي" بامتياز... لكن مشتاوية الكتاب الأبرز والأميز تتجسد في قصائد الشاعر المتوهجة...
وتبدأ الرحلة على السفينة "أشيلوس" ويعلن الشاعر "وقد خلفّتُ في الشام الفؤادا" ثم يخاطب أمه:
وأمي... كيف حالك يا ملاكي
كان من أكثر الشبان الذين عرفتهم ذكاء وطموحاً واجتهاداً على كثير من الطيبة والصدق والتواضع، قيل له: الفقر في الوطن غربة فحمل صرة همومه وذكرياته وطموحاته ورحل.
وبعد خمسين عاماً من الدراسة والعمل والاختبارات صار الطبيب اللامع وعالم النفس المرموق عالمياً، وبقي شاعر المشتى وابنها البار ريان الحلو.. كان اكتشافه الوجودي الأهم في نظره هو أن الثروة والجاه والمجد والشهرة فقر في الغربة، وأن لا شيء يضاهي الأهل والوطن.
أيُّ سحرٍ عجيب هو هذا الذي يجعلنا نعاود اكتشاف الوطن؟ أو أيّ طاقة روحية هي التي تجعلنا مشدودين إليه ونحن على بعد مئات الأميال عنه؟.
قال لي رجل لطيف كان ينتظرني في اتحاد الكتاب العرب! أنا صهر ريان الحلو...
صافحته وفي ذهني تدور عجلات الزمن رجوعاً إلى تلك الأيام، سطعت الذكريات ونهضت الوجوه والأشياء والأمكنة من كهوف طمرها النسيان بغباره على مدى خمسين عاماً أو يزيد. ما أعجب الذاكرة البشرية! أهذه العوالم الغافية توقظها في لحظة همسة أو إشارة؟
وسألت صديقي عن حاجته فأخبرني أن الدكتور ريان الحلو يريد أن يصدر باقة من أشعاره وقد حولتها مديرية الرقابة إلى اتحاد الكتاب... لم أكن أعرف أن الدكتور العالم ريان الحلو شاعر... وها أنذا أعيد قراءة ديوانه الأول... وها هي ذي فسحة الرؤى تتسع وينابيع الحنين تتدفق صافية مفردة.
الدكتور ريان الحلو من مواليد المشتى عام 1937. سافر أواخر عام 1958 لدراسة الطب فنال الدكتوراه ثم درس علم النفس واختص بالطب النفسي ثم العقلي... أدرج اسمه مع نبذة عن حياته كأحد أشهر الأطباء وعلماء النفس منذ أواخر الثمانينات في الموسوعة الألمانية ـ النمساوية السويسرية... وهو إلى ذلك وقبل ذلك يكتب الشعر ـ وقد نشر بعض قصائده منذ عام 1954... (راجع الغلاف الأخير من "خواطر مغترب").
تطالعنا الملحوظة التالية على الصفحة الأولى من الكتاب: "يرصد ريع الطبعة الأولى من هذا الديوان للهلال الأحمر الفلسطيني، هذا العملاق الرائع الملامح في تاريخنا العربي الحاضر" ونحن لا ننسى أنه متزوج من فلسطينية... أما الإهداء فيبدأ هكذا "إلى وطني الحبيب الذي أحمل في غربتي من قرابة نصف قرن تربته زاداً لتدفع عن جذور نفسي الموت الذي كنت ولا أزال أخشاه..." ثم لا ينسى أن يذكر أبناء الوطن المغتربين الذين "يحملون ما أحمل من شوق إلى وطننا الغالي... وإلى أهلنا وأحبائنا المقيمين فيه...".
في "مدخل" يشير إلى مسألة شديدة الرهافة: "فنحن لم نهجر وطننا بل تغرّبنا عنه، ومن هاجر، قد يأتي اليوم الذي يقطع فيه علاقته، ولو بشكل غير إرادي مع وطنه الأم، أما المغترب فيحيا طوال حياته في وطنين، وطن مولده ووطن سكناه، وقد يأتي اليوم الذي يصبح فيه غريباً في كلا الوطنين، فيصبح حنينه ألماً دائماً وضياعاً مستمراً، يود أن ينهيه، ولكنه لا يستطيع، ويستمر الشوق وتستمر الغربة، إذ تربطه بوطنه الأم الجذور وفي وطن اغترابه الأغصان، فيصبح بذلك كجذع الشجرة أسيراً بين جذورها وأغصانها..".
في "كلمة شكر" يوجه المؤلف التحية إلى حكومة الجمهورية العربية السورية على رعايتها شؤون المغتربين ثم يتكلم عن برنامج "على عيني" التلفزيوني ومقدمته السيدة رائدة الوقاف ليختم كلمته بشكر من ساعده في إخراج كتابه إلى الوجود ومنهم هالة القنواتي من المشتى ومنهم فنانة المشتى التشكيلية التي صممت الغلاف أديل الحلو ثم يخص بالشكر حنا جرجس جرجس الذي أخرج الكتاب، وكأنه يريد أن يشير
إلى أن كتابه "مشتاوي" بامتياز... لكن مشتاوية الكتاب الأبرز والأميز تتجسد في قصائد الشاعر المتوهجة...
وتبدأ الرحلة على السفينة "أشيلوس" ويعلن الشاعر "وقد خلفّتُ في الشام الفؤادا" ثم يخاطب أمه:
وأمي... كيف حالك يا ملاكي
السبت مارس 26, 2016 2:20 am من طرف 2ananabac55
» Hack Texas HoldEm Poker
الأحد ديسمبر 21, 2014 10:30 pm من طرف yousef
» برنامج زيادة المال في لعبة Texas HoldEm Poker
الخميس فبراير 27, 2014 4:27 am من طرف nxh1910
» طريقة لزيادة الرصيد في بوكر الفيسبوك , اسهل طريقة لزيادة الشبس في لعبة البوكر
الأربعاء فبراير 12, 2014 4:12 am من طرف محمد حكيم
» برنامج زيادة النقاط وزيادة النقود في لعبة كنتري لايف country life
السبت فبراير 08, 2014 6:18 am من طرف sezer999
» طريقة استخراج الكنوز والدفائن
السبت نوفمبر 16, 2013 6:38 am من طرف zeidan
» اكتشاف13 مدفنا محفورة بالصخر الجيري في منطقة حوارة باربد
الخميس نوفمبر 07, 2013 7:45 am من طرف zeidan
» الدفائن والكنوز اليهودية
الخميس نوفمبر 07, 2013 7:01 am من طرف zeidan
» برنامج زيادة رصيد البوكر , الحصول على رصيد بالبوكر بالملاين
الإثنين سبتمبر 23, 2013 1:03 pm من طرف basemo
» برنامج الغش في لعبة Millionaire City مليونير المدينة في الفيسبوك facebook
السبت أغسطس 03, 2013 11:51 am من طرف ALJOKAR08
» تعرفة الخطوط الجديدة لمشتركي زين
الأربعاء مايو 01, 2013 4:03 pm من طرف علاء المنير
» برنامج زيادة الطاقة و زيادة المال في لعبة Empires & Allies
الجمعة أبريل 12, 2013 12:25 am من طرف csc
» ما هو ( اندرويد ) ؟
الخميس مارس 07, 2013 6:44 am من طرف xxxfares
» عندما يكون الاشيء شيء
الإثنين يناير 14, 2013 12:32 am من طرف منى اللوزي
» كلمات سر امبايرز اند اليز
الجمعة يناير 11, 2013 5:54 am من طرف السفاح الابيض
» الصمت الصامت
الخميس يناير 10, 2013 7:00 am من طرف نشأت حداد
» برنامج زيادة الطاقة و زيادة المال في لعبة Empires & Allies
الخميس ديسمبر 20, 2012 11:53 am من طرف سمرة
» مبارك يواجه مصيره
الخميس ديسمبر 20, 2012 11:47 am من طرف سمرة
» لماذا نتألم
السبت سبتمبر 01, 2012 5:43 am من طرف لولو
» حقائق راسخة مغلوطة
السبت سبتمبر 01, 2012 5:32 am من طرف لولو