ألكسندرا كولونتاي حسناء ثائرة وداعية للحب الحر

ألكسندرا كولونتاي (1872-1952) من نشطاء الحركة الثورية الروسية والعالمية والحركة النسائية ، وأول أمرأة وزيرة في العالم وإمرأة سفيرة.

ولدت الكسندرا كولونتاي عام 1873 في عائلة جنرال روسي.

عندما بلغت السابعة عشرة من عمرها عرض عليها جنرال مرافق للامبراطور الروسي الزواج. لكنها رفضت قائلة : لا تهمني آفاقه اللامعة في الخدمة الامبراطورية . ولن اتزوج احدا الا بعد ان احبه".

في عام 1891 تعرفت الكسندرا على فلاديمير كولونتاي الطالب في اكاديمية الهندسة العسكرية وتزوجت منه رغم ان اهلها لم يوافقوا على هذا الزواج. وانجبت له بعد سنة من زواجهما ابنا اطلقت عليه اسم ميخائيل.

ولعبت البلشفية يلينما ستاسوفا دورا كبيرا في مصيرها حين اوحت لصديقتها بان الاسرة هي السجن. ولا يمكن ممارسة اي عمل اجتماعي الا بعد الفرار من هذا السجن. واقتنعت الكسندرا تدريجيا بان حب الابن هو انانية بحتة. اما حب الزوج فانه امر لا يمكن ان توافق عليه ثائرة حقيقية. فاقدمت على الطلاق وعكفت على النشاط الثوري.

غادرت الكسندرا كولونتاي روسيا عام 1897 متوجهة الى سويسرا حيث تلقت التعليم في كليتي الاقتصاد والاحصاء في جامعة زوريخ. فيما ترقى زوجها السابق الى رتبة لواء وتزوج من إمرأة اخرى.

قبلت الكسندرا كولونتاي بثورة اكتوبر عام 1917 في روسيا من صميم قلبها معلنة انها تؤيد افكار البلاشفة ونزعتهم المتطرفة وتولت رئاسة شعبة شؤون المرأة في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي وباشرت بممارسة النشاط الموجه لتحرير المرأة الروسية .

واشتهرت الكسندرا كولونتاي بانها دعت عام 1917 الجنود والبحارة الثوريين ع الى الراديكالية في الحب وعدم اتباع اية قيود في العلاقات والطموحات الجنسية والافراج عن الغرائز وملذات العشق.

اصدرت دار الطباعة والنشر في الجامعة الشيوعية بموسكو عام 1924 كتابا بقلم الكسندرا كولونتاي تحت عنوان" 12 قاعدة جنسية للبروليتارية الثورية" حيث صاغت اصول الاخلاق الثورية في مجال الجنس. ودعت كولونتاي بصورة خاصة الى التخلي عن الغيرة والمغازلة والمداعبة بصفتها مخلفات للماضى البرجوازي.

لم تكن كولونتاي منظرة للثورة الجنسية فحسب، بل وطبقت افكارها في الواقع حيث تزوجت عام 1917 من وزير الحربية السوفيتي بافيل ديبينكو عن عمر يناهز 45 سنة، بينما لم يبلغ ديبينكو 28 سنة من العمر. وعللت الكسندرا خطوتها بقولها:" انا شابة طالما يحبونني".

في عام 1922 طلقت كولونتاي زوجها واحيلت الى العمل الدبلوماسي، فارسلت الى النروج مستشارة تجارية. ثم شغلت منصب السفيرة المفوضة للاتحاد السوفيتي في هذا البلد.

في عام 1930 تم تعيين كولونتاي سفيرة مفوضة في السويد حيث عملت حتى عام 1945.

توفيت الكسندرا كولونتاي في 9 مارس/آذار عام 1952 في موسكو مصابة بالسكة القلبية.