أفلا يتدبرون القرآن؟!
يجتهد المسلم في رمضان ويمارس أكبر قدر من العبادات ويأتي على رأسها تلاوة القرآن الكريم وختمه عدة مرات. ويكون السؤال السائد في ذلك الشهر بين المسلمين: وصلت لأي جزء؟
وبذلك يكون هم الأغلبية إنجاز ذلك بسرعة القراءة. مما يجعل المسلم غير مهيأ لفهم ما يقرأه من آيات الله، فلا يشعر ولا يتأثر بمعانيها السامية وقيمتها العظيمة. ويترتب على ذلك عدم نيل الفوائد الكبرى من تلاوة القرآن الكريم ومنها الخشوع، والتوبة، والعودة إلى الله، ومعرفة أخبار السابقين والاتعاظ بها، وإصلاح حال وحياة المسلم وفقا لما أنزله الله تعالى.
وقد تناول الإمام ابن القيم هذا الأمر في كتابه "زاد المعاد" فقال: "اختلف الناس في الأفضل؛ الترتيل وقلة القراءة، أو السرعة مع كثرة القراءة، أيهما أفضل. فذهب ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما وغيرهما إلى أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من سرعة القراءة مع كثرتها. واحتجَّ أرباب هذا القول بأن المقصود من القراءة فهمه وتدبره والفقه فيه والعمل به، وتلاوته وحفظه وسيلة إلى معانيه، كما قال بعض السلف: "نزل القرآن ليعمل به، فاتخذوا تلاوته عملاً"، ولهذا كان أهل القرآن هم العاملون به، والعاملون بما فيه، وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب. وأما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل بما فيه فليس من أهله وإن أقام حروفه إقامة السهم. وقالوا: ولأن الإيمان أفضل الأعمال، وفهم القرآن وتدبره هو الذي يُثمر الإيمان، وأما مجرد التلاوة من غير فهم ولا تدبر، فيفعلها البرُّ والفاجر، والمؤمن والمنافق، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ومثل المنافق يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر" رواه
البخاري.
والناس في هذا طبقات فمن أوتي تدبراً، وفهماً في التلاوة أفضل ممن أوتي كثرة قراءة وسرعتها بلا تدبر. وهذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها، وقام بآية حتى الصباح. وكان الصحابة يقرأون القرآن بترتيل وترسل، وكانوا يوصون من بعدهم بذلك.
والصواب أن ثواب الترتيل والتدبر أجلُّ وأرفع قدراً، وثواب كثرة القراءة أكثر عدداً، فالأول كمن تصدق بجوهرة عظيمة، أو أعتق عبداً قيمته نفيسة جداً، والثاني كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم، أو أعتق عدداً من العبيد قيمتهم رخيصة، وفي صحيح البخاري عن قتادة قال: سألت أنساً عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: كان يمد مداً.
وجاء رجل لابن عباس رضي الله عنه فقال له: إني رجل سريع القراءة، وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين، فقال ابن عباس: "لأن أقرأ سورة واحدة أحب إليّ من أن أفعل ذلك الذي تفعل، فإن كنت فاعلاً ولابد، فاقرأ قراءة تُسمع أذنيك ويعيها القلب". وقال ابن مسعود: "لا تَهُُذوا القرآن هَذو الشعر، ولا تنثروه نثر الدقل، وقفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة". وفي ذلك يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "لا خير في قراءة ليس فيها تدبر". وقال الحسن البصري: "كيف يرِقُّ قلبك وإنما همك آخر السورة؟!".
وننهي الموضوع بأن الله سبحانه وتعالى قد دعانا لتدبر آياته في مواضع كثيرة في القرآن الكريم، منها في سورة الإسراء "وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث" (الإسراء:106) ومكث تعني على مهل وتؤدة ليفهموه.
جعلنا الله وإياكم ممن يتدبرون القرآن فتخشع قلوبهم ويخرون إلى الأذقان سُجّداً.
يجتهد المسلم في رمضان ويمارس أكبر قدر من العبادات ويأتي على رأسها تلاوة القرآن الكريم وختمه عدة مرات. ويكون السؤال السائد في ذلك الشهر بين المسلمين: وصلت لأي جزء؟
وبذلك يكون هم الأغلبية إنجاز ذلك بسرعة القراءة. مما يجعل المسلم غير مهيأ لفهم ما يقرأه من آيات الله، فلا يشعر ولا يتأثر بمعانيها السامية وقيمتها العظيمة. ويترتب على ذلك عدم نيل الفوائد الكبرى من تلاوة القرآن الكريم ومنها الخشوع، والتوبة، والعودة إلى الله، ومعرفة أخبار السابقين والاتعاظ بها، وإصلاح حال وحياة المسلم وفقا لما أنزله الله تعالى.
وقد تناول الإمام ابن القيم هذا الأمر في كتابه "زاد المعاد" فقال: "اختلف الناس في الأفضل؛ الترتيل وقلة القراءة، أو السرعة مع كثرة القراءة، أيهما أفضل. فذهب ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما وغيرهما إلى أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من سرعة القراءة مع كثرتها. واحتجَّ أرباب هذا القول بأن المقصود من القراءة فهمه وتدبره والفقه فيه والعمل به، وتلاوته وحفظه وسيلة إلى معانيه، كما قال بعض السلف: "نزل القرآن ليعمل به، فاتخذوا تلاوته عملاً"، ولهذا كان أهل القرآن هم العاملون به، والعاملون بما فيه، وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب. وأما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل بما فيه فليس من أهله وإن أقام حروفه إقامة السهم. وقالوا: ولأن الإيمان أفضل الأعمال، وفهم القرآن وتدبره هو الذي يُثمر الإيمان، وأما مجرد التلاوة من غير فهم ولا تدبر، فيفعلها البرُّ والفاجر، والمؤمن والمنافق، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ومثل المنافق يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر" رواه
البخاري.
والناس في هذا طبقات فمن أوتي تدبراً، وفهماً في التلاوة أفضل ممن أوتي كثرة قراءة وسرعتها بلا تدبر. وهذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها، وقام بآية حتى الصباح. وكان الصحابة يقرأون القرآن بترتيل وترسل، وكانوا يوصون من بعدهم بذلك.
والصواب أن ثواب الترتيل والتدبر أجلُّ وأرفع قدراً، وثواب كثرة القراءة أكثر عدداً، فالأول كمن تصدق بجوهرة عظيمة، أو أعتق عبداً قيمته نفيسة جداً، والثاني كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم، أو أعتق عدداً من العبيد قيمتهم رخيصة، وفي صحيح البخاري عن قتادة قال: سألت أنساً عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: كان يمد مداً.
وجاء رجل لابن عباس رضي الله عنه فقال له: إني رجل سريع القراءة، وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين، فقال ابن عباس: "لأن أقرأ سورة واحدة أحب إليّ من أن أفعل ذلك الذي تفعل، فإن كنت فاعلاً ولابد، فاقرأ قراءة تُسمع أذنيك ويعيها القلب". وقال ابن مسعود: "لا تَهُُذوا القرآن هَذو الشعر، ولا تنثروه نثر الدقل، وقفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة". وفي ذلك يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "لا خير في قراءة ليس فيها تدبر". وقال الحسن البصري: "كيف يرِقُّ قلبك وإنما همك آخر السورة؟!".
وننهي الموضوع بأن الله سبحانه وتعالى قد دعانا لتدبر آياته في مواضع كثيرة في القرآن الكريم، منها في سورة الإسراء "وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث" (الإسراء:106) ومكث تعني على مهل وتؤدة ليفهموه.
جعلنا الله وإياكم ممن يتدبرون القرآن فتخشع قلوبهم ويخرون إلى الأذقان سُجّداً.
السبت مارس 26, 2016 2:20 am من طرف 2ananabac55
» Hack Texas HoldEm Poker
الأحد ديسمبر 21, 2014 10:30 pm من طرف yousef
» برنامج زيادة المال في لعبة Texas HoldEm Poker
الخميس فبراير 27, 2014 4:27 am من طرف nxh1910
» طريقة لزيادة الرصيد في بوكر الفيسبوك , اسهل طريقة لزيادة الشبس في لعبة البوكر
الأربعاء فبراير 12, 2014 4:12 am من طرف محمد حكيم
» برنامج زيادة النقاط وزيادة النقود في لعبة كنتري لايف country life
السبت فبراير 08, 2014 6:18 am من طرف sezer999
» طريقة استخراج الكنوز والدفائن
السبت نوفمبر 16, 2013 6:38 am من طرف zeidan
» اكتشاف13 مدفنا محفورة بالصخر الجيري في منطقة حوارة باربد
الخميس نوفمبر 07, 2013 7:45 am من طرف zeidan
» الدفائن والكنوز اليهودية
الخميس نوفمبر 07, 2013 7:01 am من طرف zeidan
» برنامج زيادة رصيد البوكر , الحصول على رصيد بالبوكر بالملاين
الإثنين سبتمبر 23, 2013 1:03 pm من طرف basemo
» برنامج الغش في لعبة Millionaire City مليونير المدينة في الفيسبوك facebook
السبت أغسطس 03, 2013 11:51 am من طرف ALJOKAR08
» تعرفة الخطوط الجديدة لمشتركي زين
الأربعاء مايو 01, 2013 4:03 pm من طرف علاء المنير
» برنامج زيادة الطاقة و زيادة المال في لعبة Empires & Allies
الجمعة أبريل 12, 2013 12:25 am من طرف csc
» ما هو ( اندرويد ) ؟
الخميس مارس 07, 2013 6:44 am من طرف xxxfares
» عندما يكون الاشيء شيء
الإثنين يناير 14, 2013 12:32 am من طرف منى اللوزي
» كلمات سر امبايرز اند اليز
الجمعة يناير 11, 2013 5:54 am من طرف السفاح الابيض
» الصمت الصامت
الخميس يناير 10, 2013 7:00 am من طرف نشأت حداد
» برنامج زيادة الطاقة و زيادة المال في لعبة Empires & Allies
الخميس ديسمبر 20, 2012 11:53 am من طرف سمرة
» مبارك يواجه مصيره
الخميس ديسمبر 20, 2012 11:47 am من طرف سمرة
» لماذا نتألم
السبت سبتمبر 01, 2012 5:43 am من طرف لولو
» حقائق راسخة مغلوطة
السبت سبتمبر 01, 2012 5:32 am من طرف لولو