قلتَ لي وداعا...

حينَ قلتَ لي وداعا...
ولوحتَ من بعيد ...إني مسافر...

و استرسلتُ أنني أيضا عن هنا مسافرة...
هممتُ أن أكتب شيئا...
أن أقول شيئا...
أن أُخرج دموعا جرحَتْ في قسوةٍ فؤادي...
أو أن أنثر خواطر تبدد عني أحزاني...
لم أجد سوى الفراغ...
كفراغ أمسيتي هذه من كل شيء...
أُمسيةٌ...فارغةٌ لا روح فيها...لا نبض...ولا أنفاس...
فقط أنا و بضع أثاث ينوء في صمت مثلي...
في مدارات بعيدة عن مداراتي...في سماوات غير سماواتي...
تتردد هذه الكلمات على مسمعي و تزيد نحيبي و تضيف همًّا آخر على همومي الأخرى التي أثقلت كاهلي
و أجلسُ وحدي...مع موسيقى هذا العود الحزين...أُنصِتُ في "سادية" لكلماتٍ تجعلني أحس بوحدة قاتلة...بأنني كنتُ أعيش و صرتُ فقط أتنفس...
ما أقسى السفر...
ما أقسى الغربة...
ما أقسى المكان دون ضحكتك...دون أنفاسك...و دون طفولتك البريئة...
فارغة هي كل الحدائق من تغريد البلابل دون أهازيجك
سوداء هي كل ألوان الطيف دون ابتسامتك
صامتة هي كل الليالي دون صوتك
مُرَّةٌ هي كل الحروف دون حلو كلماتك
سامحني لن أسترسل سأردد هذه الكلمات...إلى أن تعود...و إلى أن أعود...
لأنني فعلا و إن سافرتُ عنك فأنتَ تُسافرُ معي
لا تغيبُ عن سمائي مهما توالت لحظات غروب أمسياتي
سأمشي هذا الدرب الطويل عسى أن أبعثر مع كل خطوة...نزفَ كِلام انتظاري

و يظل الصدى بداخلي يتردد
أسافر عنك و تسافر معايا...ترافقني في حلّي و ارتحالي

[b]

ما أقسى السفر...
ما أقسى الغربة...
ما أقسى المكان دون ضحكتك...دون أنفاسك...و دون طفولتك البريئة...
فارغة هي كل الحدائق من تغريد البلابل دون أهازيجك
سوداء هي كل ألوان الطيف دون ابتسامتك
صامتة هي كل الليالي دون صوتك
مُرَّةٌ هي كل الحروف دون حلو كلماتك


اشكرك على هذه الكلمات التي تدل على قسوة البعد والهجران
يسلمو صالح