اقوال المشاهير والأعلام عن جمال لغتنا العربية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الحمد لله القائل في محكم آياته: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } يوسف:2
والصلاة والسلام على النبي العربي المبعوث للناس كافةً ، والذي قال عن نفسه -لا فخراً ولكن مقرراً لحقيقةٍ ثابتةٍ- : "أنا أفصح العرب بيد أني من قريش واسترضعت في بني سعد" رواه السيوطي وقال حديث غريب

وبعدُ فإن لغتنا العربية هي أعظمُ لغةٍ نطقت بها ألسنةُ البشرِ بإجماع علماء الأمة والمنصفين من علماء الأمم الأخرى ، كيف لا وهي اللغة التي شرفها الله عزّ وجل باختياره لها لتكون وعاءً لكلماته التي لا يدرك حدها وعددها عقل بشري! قال تعالى : { قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا } الكهف:109 وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} لقمان:27

إن اللغة العربية تمتاز بثراء مفرداتها ودقة معانيها وغزارة مصطلحاتها ، وإن كان لا يعلم على وجه الدقة عدد مفرداتها إلا أن أقل التقديرات تفيد بأنها لا تقل عن ستة ملايين مفردة قابلة للاشتقاق! ، في حين أن اللغة الإنجليزية -وهي أكثر اللغات الأخرى ثراءً من حيث عدد الكلمات- بلغ عدد كلماتها المليون كلمة فقط منتصف عام 2009م بحسب بيان أصدره مركز مراقبة اللغات العالمية في سان دييجو بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة ، لكننا نجد أن هذا العدد في الواقع يشمل كل الكلمات المتداولة في اللغة الإنجليزية بما في ذلك أسماء الأعلام (كأسماء المشاهير وأسماء الأماكن وأسماء الكتب والأفلام .. إلخ) وكذلك المصطلحات العلمية في شتى المجالات الطبية والهندسية وعلم الفلك والعلوم الأخرى وبما في ذلك أيضاً الحروف المختصرة والكلمات المركبة!!

عندما نتحدث عن ثراء اللغة العربية فإننا نتحدث عن (ثروة) لغوية حقيقية تشمل شتى مجالات الحياة ، فالباحث في اللغة العربية لن يجد مفردة دون مرادف لها ، بل إنك تجد للمفردة الواحدة العديد من الكلمات المرادفة التي تقترب منها في المعنى مع اختلاف يسير يجعل كل كلمة قائمة بذاتها في نفس الوقت ، فمثلاً عندما ننظر إلى مفردة مثل “النوم” نجد من مرادفاتها: الإغفاء والنعاس والوسن والهجوع والسبات، وليست هذه المرادفات كلها تعني النوم كحالة واحدة بل هي درجات أو مراحل من تدرج الاستغراق في النوم!!

أن انذهال بعض العلماء أمام هذا الثراء الواسع جعلهم يتبنون القول بأن اللغة العربية نزلت مع أبينا آدم من الجنة بعد أن علمه الله الأسماء كلها ، قال تعالى: { وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } البقرة:31 ، لكن هذا الرأي - وإن كنا نميل إليه - يفتقر إلى الدليل الصحيح الصريح من الكتاب والسنة ، ويفتقر كذلك إلى الاستقراء التاريخي.

إن الحديث عن مكانة لغتنا العربية وغزارة معانيها وثراء مفرداتها يحتاج منا إلى مجلدات!! ، لكننا رأينا أن نكتفي بنقل أقوالٍ لعلماءٍ وأعلامٍ من أهل الشرق والغرب وقفوا على عظمة هذه اللغة وجمالها فأبت عليهم أقلامهم إلا أن تسجل إعجابهم بها في كلمات تناقلتها ألسنة الناس وحفظتها بطون الكتب ، نوردها لكم من خلال حلقات هذه السلسلة إن شاء الله.

قال مجد الدين الفيروزابادي في معرض كلامه عن اللسان العربي: وما أجدر هذا اللسان - وهو حبيب النفس ، وعشيق الطبع ، وسمير ضمير الجمع ، وقد وقف على ثنية الوداع ، وهم قبلي مزنه بالإقلاع - بأن يعتنق ضما والتزاما ، كالأحبة لدى التوديع ، ويكرم بنقل الخطوات على آثاره حالة التشييع .

تَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ فَإِنَّهَا تُنْبِتُ الْعَقْلَ وَتَزِيدُ فِي الْمُرُوءَةِ

عمر بن الخطاب رضي الله عنه

المقصود بقوله : تنبت العقل:

اللغة العربية بحر زاخر ، ألفاظها لا تعد ولا تحصى و كل لفظ يتحمل معانياً لا تعد و لا تحصى و كل معنى نستطيع تركيبه بتراكيب لغوية لا تعد ولا تحصى ، فإن أحصى هذه الأمور المرء و عدّها فقد بالغ في إجهاد عقله و من هنا ينمو عقل المرء و لهذا ظهرت فنون الشعر فكل عربي كان يتباهى بقدراته اللغوية نحواً و صرفاً و بلاغةً .

والمقصود بقوله : تزيد في المروءة :

من رجح عقله و اتزن منطقه اكتسب هيبة الرجال , و إنما يُعرف الرجل من منطقه فمن صلُح لسانه صلُح خُلقه ، و نالَ بذلك حظاً من المجد و الرفعة ، وكما قال الشاعر زهير بن أبي سلمى : لسانُ الفتى نصفٌ و نصفٌ فؤاده.








المستشرقة الألمانية : زيغريد هونكه



كيفَ يستطيعُ الإنسانُ أن يقاومَ جمالَ هذهِ اللغةَ ومنطقِها السّليمَ وسِحرَها الفريدَ؟؟ فجيرانُ العربِ أنفسُهم في البلدانِ التي فتحُوهَا سقطُوا صرعَى سحرِ تلكَ اللغةِ الفاتنةِ











مصطفى صادق الرافعي - وحي القلم 3/33-34


ما ذلّت لغة شعبٍ إلاّ ذلّ ، ولا انحطّت إلاّ كان أمره في ذهابٍ وإدبارٍ ، ومن هذا يفرض الأجنبيّ المستعمر لغته فرضاً على الأمّة المستعمَرة ، ويركبهم بها ، ويُشعرهم عظمته فيها ، ويستلحِقهم من ناحيتها ، فيحكم عليهم أحكاماً ثلاثةً في عملٍ واحدٍ : أمّا الأول فحَبْس لغتهم في لغته سجناً مؤبّداً ، وأمّا الثاني فالحكم على ماضيهم بالقتل محواً ونسياناً ، وأمّا الثالث فتقييد مستقبلهم في الأغلال التي يصنعها ، فأمرُهم من بعدها لأمره تَبَعٌ









المستشرق المجري المسلم : عبد الكريم جرمانوس


إنّ في الإسلام سنداً هامّاً للغة العربية أبقى على روعتها وخلودها فلم تنل منها الأجيال المتعاقبة على نقيض ما حدث للغات القديمة المماثلة ، كاللاتينية حيث انزوت تماماً بين جدران المعابد .
ولقد كان للإسلام قوة تحويل جارفة أثرت في الشعوب التي اعتنقته حديثاً ، وكان لأسلوب القرآن الكريم أثر عميق في خيال هذه الشعوب فاقتبست آلافاً من الكلمات العربية ازدانت بها لغاتها الأصلية فازدادت قوةً ونماءً .
والعنصر الثاني الذي أبقى على اللغة العربية هو مرونتها التي لا تُبارى ، فالألماني المعاصر مثلاً لا يستطيع أن يفهم كلمةً واحدةً من اللهجة التي كان يتحدث بها أجداده منذ ألف سنة ، بينما العرب المحدثون يستطيعون فهم آداب لغتهم التي كتبت في الجاهلية قبل الإسلام










ابن قيم الجوزية - من كتاب الفوائد المشوق إلى علوم القرآن




وإنّما يعرف فضل القرآن مَنْ عرف كلام العرب ، فعرف علم اللغة وعلم العربيّة ، وعلم البيان ، ونظر في أشعارِ العربِ وخطبها









المستشرق الألماني : جوستاف جرونيباوم




عندما أوحى الله رسالته إلى رسوله محمد أنزلها " قرآناً عربياً " والله يقول لنبيّه " فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوماً لدّاً " وما من لغة تستطيع أن تطاول اللغة العربية في شرفها ، فهي الوسيلة التي اختيرت لتحمل رسالة الله النهائية ، وليست منزلتها الروحية هي وحدها التي تسمو بها ، فقد أودع الله فيها من القوة والبيان ما يفوق سائر اللغات الأخرى ، أما السعة فالأمر فيها واضح ، ومن يتّبع جميع اللغات لا يجد فيها لغة تضاهي اللغة العربية ، ويُضاف جمال الصوت إلى ثروتها المدهشة في المترادفات .

وتزيّن الدقة ووجازة التعبير لغة العرب ، وتمتاز العربية بما ليس له ضريب من اليسر في استعمال المجاز ، وإن ما بها من كنايات ومجازات واستعارات ليرفعها كثيراً فوق كل لغة بشرية أخرى ، وللغة خصائص جمّة في الأسلوب والنحو ليس من المستطاع أن يكتشف له نظائر في أي لغة أخرى ، وهي مع هذه السعة والكثرة أخصر اللغات في إيصال المعاني ، وفي النقل إليها ، يبيّن ذلك أن الصورة العربية لأيّ مثل أجنبيّ أقصر في جميع الحالات ، وقد قال الخفاجي عن أبي داود المطران - وهو عارف باللغتين العربية والسريانية - أنه إذا نقل الألفاظ الحسنة إلى السرياني قبُحت وخسّت ، وإذا نُقل الكلام المختار من السرياني إلى العربي ازداد طلاوةً وحسناً ، وإن الفارابي على حقّ حين يبرّر مدحه العربية بأنها من كلام أهل الجنّة ، وهو المنزّه بين الألسنة من كل نقيصة ، والمعلّى من كل خسيسة ، ولسان العرب أوسط الألسنة مذهباً وأكثرها ألفاظاً.













د. عبد الرحمن الكيالي

مفكر وسياسي سوري



تمتاز اللغة العربية عن سائر أخواتها اللغات السامية وعن سائر لغات البشر بوفرة كلماتها ، وعدا وفرة المفردات فإنها ذات اطّراد في قياس أبنيتها ، وتمتاز بتنوع أساليبها وعذوبة منطقها، ووضوح مخارجها ووجود الاشتقاق في كلماتها.

ومن خواص اللغة العربية ومميزاتها أنها أوسع ثروة في أصول الكلمات والمفردات ، هذا ، إلى أنه قد تجمع فيها من المفردات في مختلف أنواع الكلمة : اسمها، وفعلها، وحرفها، ومن المترادفات في الأسماء، والأفعال، والصفات ما لم يجتمع مثله في لغة أخرى ، فلقد جمع للأسد خمسمائة اسم وللثعبان مائتا اسم، وللعسل أكثر من ثمانين اسماً ، ويروي الفيروزبادي صاحب القاموس أن للسيف في العربية ألف اسم على الأقل.

ويقدر آخرون أن للداهية أربعمائة اسم، ولكل من المطر والريح والظلام والناقة والحجر والماء والبئر أسماء كثيرة تبلغ عشرين في بعضها إلى ثلاثمائة في بعضها الآخر.








المستشرق الإنجليزي : ألفريد غيوم



يسهل على المرء أن يدركَ مدى استيعابِ اللغةِ العربيةِ واتساعها للتعبير عن جميع المصطلحات العلمية للعالم القديم بكل يسرٍ وسهولة ، بوجود التعدد في تغيير دلالة استعمال الفعل والاسم ؛ ويضرب لذلك مثلاً واضحاً يشرح به وجهة نظره حيث يقول :" إن الجذر الثلاثي باشتقاقاته البالغة الألفَ عَدّاً ، وكلٌ منها متّسق اتساقاً صوتياً مع شبيهه ، مشكّلاً من أيّ جذر آخر ، يصدر إيقاعاً طبيعياً لا سبيل إلى أن تخطئه الأذن ، فنحن ( الإنكليز ) عندما ننطق بفكرة مجرّدة لا نفكر بالمعنى الأصلي للكلمة التي استخدمناها ، فكلمة (Association) مثلاً تبدو منقطعة الصلة بـ ( Socins ) وهي الأصل ، ولا بلفظة (Ad) ، ومن اجتماعهما تتألف لفظة ( Association ) كما هو واضح وتختفي الدالّة مدغمة لسهولة النطق ، ولكن أصل الكلمة بالعربية لا يمكن أن يَسْتَسِرّ ويَسْتَدِقّ على المرء عند تجريد الكلمة المزيدة حتى يضيع تماماً ، فوجود الأصل يظلّ بَيّناً محسوساً على الدوام ، وما يعدّ في الإنجليزية محسّناتٍ بديعيةً لا طائل تحتها ، هو بلاغةٌ غريزيةٌ عند العربي.














شيخُ الإسلامِ ابنُ تيْميّة



اعلم أنّ اعتياد اللغة يؤثر في العقلِ والخلقِ والدينِ تأثيراً قويّاً بيّناً ، ويؤثر أيضاً في مشابهةِ صدرِ هذه الأمّةِ من الصحابةِ والتابعين ، ومشابهتهم تزيد العقلَ والدينَ والخلقَ ، وأيضاً فإنّ نفس اللغة العربية من الدين ، ومعرفتها فرضٌ واجبٌ ، فإنّ فهم الكتاب والسنّة فرضٌ ، ولا يُفهم إلاّ بفهم اللغة العربية ، وما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب .










المؤرخ البلجيكي : جورج سارتون
مؤسس علم تاريخ العلوم



إنّ اللغةَ العربيةَ أسهلُ لغاتِ العالمِ وأوضحُها ، فمنَ العبثِ إجهادُ النفسِ في ابتكارِ طريقةٍ جديدةٍ لتسهيلِ السهلِ وتوضيحِ الواضحِ ، فإذَا فتحتَ أي خطابٍ فلنْ تجدَ صعوبةً في قراءةِ أردأ خطٍ به، وهذه هيَ طبيعةُ الكتابةِ العربيةِ التي تتّسمُ بالسهولةِ والوضوحِ.












الدكتورة آنا ماري شيمل

من أشهر المستشرقين الألمان على المستوى الدولي


اللغة العربية لغةٌ موسيقية للغاية ، ولا أستطيع أن أقول إلا أنها لا بدّ أن تكون لغةَ الجنة











إِنَّ الَّذي مَلَأَ اللّغاتِ مَحاسِناً ** جَعَلَ الجَمالَ وَسَرَّهُ في الضّادِ

أمير الشعراء : أحمد شوقي









الكاتب الإيطالي ماريو بِلْ
مؤلف كتاب قصة اللغات



إن العربية هي اللغة العالمية في حضارات العصور الوسطى ، وكانت رافداً عظيماً للإنجليزية في نهضتها ولكثيرٍ من اللغات الأوروبية ، وقد أوردت القواميس قوائمَ بما اقتبسته هذه اللغات من مفرداتٍ عربيةٍ ، وكانت أولها الإسبانية ثم الفرنسية والإيطالية واليونانية والمجرية وكذلك الأرمنية والروسية وغيرها ، ومجموعها 27 لغة ، وتقدر المفردات التي تم اقتباسها بالآلاف!








*الشاعر والأديب الراحل : حافظ إبراهيم


وسعت كتاب الله لفظاً وغــايــة ** وما ضقت عن آيٍ به وعظـــــات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة ** أو تنسيـــق أسمـــاءٍ لـمخترعات
أنا البحر في أحشائه الدر كامن** فهل سألوا الغواص عن صدفاتي










طه حسين



إنّ المثقفينَ العرب الذين لم يُتقنوا لغتَهم ليسوا ناقصِي الثقافةِ فحسب، بل في رجولتِهم نقصٌ كبيرٌ ومهينٌ أيضاً










أبو منصور الثّعالبي النيسابوري


من أحبَّ اللهَ أحبَّ رَسولَهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم وَمَنْ أحَبَّ رَسولَهُ العربي أحبَّ العرب ومَنْ أحَبَّ العرب أحبّ العربيّة! فهي التي نزل بها أفضلُ الكتبِ، على أفضلِ العجمِ والعربِ ، ومن أحبّ العربيةَ عُني بها، وثابرَ عليها، وصرف همّتَه إليهَا.

فالعربيةُ خيرُ اللغاتِ والألسنةِ، والإقبالُ على تفَهمها من الديانةِ، إذْ هي أداةُ العلمِ ومفتاحُ التفقهِ في الدّينِ، وسببُ إصلاحِ المعايشِ والمعادِ ، ثمّ هيَ أداةٌ لإحرازِ الفضائلِ ، والاحتواءِ على المروءةِ وسائرِ أنواعِ المناقبِ ، كالينبوعِ للماءِ ، والزندِ للنارِ.












المفكر الفرنسي: جاك بيرك



إنّ أقوى العواملِ التي قاومت الاستعمار الفرنسي في المغرب هي اللغة العربية ، بل اللغة العربية الكلاسيكية الفصحى بالذات ، فهي التي حالت دون ذوبان المغرب في فرنسا ، إن الكلاسيكية العربية هي التي بلورت الأصالة الجزائرية ، وقد كانت هذه الكلاسيكية العربية عاملاً قوياً في بقاء الشعوب العربية!










د. محمود الجليلي - رحمه الله
عضو المجمع العلمي العراقي



إنّ اتّسَاعَ اللغةِ العربيةِ يجعلُها قابلةً للتطورِ لتستوعبَ النموّ السريعَ في مختلفِ العلومِ والفنونِ ،وقدْ سبقَ لها أن استوعبتْ العلومَ والفلسفةَ قبلَ مئاتِ السنين ،وهيَ الآنَ ماضيةُ في نفسِ السبيلِ.









الشاعر والأديب الراحل : محمد صادق عنبر
عضو مؤسس بمجمع اللغة العربية بمصر




و ماذَا عَسَى أن يقولَ القائلُ في لغةٍ رقّتْ حتّى كأنَّها نَفَسُ الزّهَر , و لطفتْ حتى كأنّ ألفاظَها بسماتُ الحِسانِ يعدنَ الوصلَ بعدَ الهجرِ!!

نزلتْ على ألسنةِ العربِ فجرّتْ علىها سحراً كلُّ سحرٍ غيره باطلٌ! ، ولا بدع! فكلّ بلدٍ هيَ حلٌّ به بابل!

لقدْ انقطعتْ ألسنةٌ من منابتِها ، واجتثتْ لغاتٌ من أصولِها ، فلم يبقَ منها إلا آثارٌ تلوحُ كباقِي الوشمِ في ظاهرِ اليدِ! ، وتلكَ اللغةُ تدورُ مع الفَلَك! لا يُخْلِقُ دِيباجتَها هرَمٌ ، ولا يُلِمُّ بها قِدمٌ!

فسلامٌ على هذهِ اللغةِ الخالدةِ على فناءِ الزمان!










المستشرقُ الأمْريكيّ: كرنيليوس فانديك
أحدُ مؤسسي الجامعةِ الأمريكيةِ في بيروت
سجلَ موقفًا تاريخيًا حينَ رفضَ التدريسَ فيهَا لاحقًا احتجاجًا على قرارِ إدارةِ الجامعةِ جعلَ الإنجليزيةِ لغةَ التدريسِ بدلًا عن العربية!




اللغةُ العربيةُ أكثرُ لغاتِ الأرضِ امتيازًا منْ وجْهَينِ:

الأولُ: منْ حيثُ ثروةُ معْجَمِهَا ،
والثّاني: منْ حيثُ استيعابُهَا الواسعُ للعلومِ والآدابِ!









علامةُ العراق الأستاذ: محمد بهجة الأثريّ



شعشعت كأسُـــها ورَفّ الضيــــاءُ ** وعلاها من السّنـــــــــا لألاءُ
وصفـــــا ماؤهــــا كمـا شَفّ ماسٌ ** ألقت في الضحى عليه ذُكاءُ
لــــذةُ الطعم ما الشِهادُ لـديــــها؟ ** ما رُضابُ العذراءِ ما الصهباءُ؟
لغــةُ الوحــــــيِ جلّ ذا النعتُ نعتاً ** أين لِلُّسنِ هذه السيــــماءُ؟
شرفٌ في السماء والأرض سامى ** كلّ عليـاءَ من ذُراه عــــــلاءُ











جورج ريفوار
مؤلف كتاب وجوه الإسلام





"وقد قضت العربية حتى على اللاتينية ، لا سيما في شبه الجزيرة الإبيرية (إسبانيا) فقد ندّد الكاتب المسيحي "الفارو" - وهو من رجال القرن التاسع الميلادي - بجهل مواطنيه اللاتينية فقال :"إن المسيحيين يتملّون بقراءة القصائد وروائع الخيال العربية ، ويدرسون مصنفات علماء الكلام المسلمين ، لا بقصد تفنيدها ، بل من أجل التمرّن على الأسلوب الصحيح الأنيق في العربية!! ، وجميعُ الفتيانِ المسيحيين المبرزين لا يعرفون سوى اللغةِ العربيةِ والأدبِ العربيّ ، فهم يقرأون الكتب العربية ويدرسونها بكامل الحرارة ، ويتهافتون على اقتناء المكتبات الضخمة ، مهما كلفهم ذلك من ثمن ، ويعلنون على الملأ حيثما وجدوا : أن الأدب العربي شيء بديع!! ما أعظم الألم! لقد نسي المسيحيون حتى لغتهم الدينية ، ولا تكاد تجد واحداً بين الألف يحسن تحرير رسالة باللاتينية إلى صديقٍ له، أما باللغة العربية فإنك تجد أفواجاً من الناس يحذقون التعبير بهذه اللغة بكامل الأناقة ، بل إنهم يقرضون من الشعر (بالعربية) ما يفوق من الوجهة الفنية أشعار العرب أنفسهم!"










الشاعر والأديب اللبناني: الأمير أمين آل ناصر الدين
ومن كبار شعراء العربية في النصف الأول من القرن العشرين



لا مبالغة في القول إن اللغة العربية هي لغة الأعاجيب في وضعها المحكم وتنسيقها الدقيق ، فمن استطاع أن يستجلي غوامضها ، ويستقري دقائقها ، ويلم بما هنالك من حكمة وفلسفة وبيان للدقائق وأسبابها المنطبقة على العقل والمنطق استيقن أن العربية قد وُضعت بإلهام من المُبدع الحكيم جلت قدرته، فالمحدث عنها كالمحدث عن السماء وكواكبها وبُروجها ونظامها الفلكي ، يذكر الأقل ويند عنه الأكثر! ، أو كالمحدث عن البحر الجياش الغوارب الدائم الجزر والمد ، يقول شيئاً وتفوته أشياء!!














العبارةُ العربيةُ كالعودِ! إذَا نقرتَ على أحدِ أوتارِه رنّتْ لديكَ جميعُ الأوتارِ وخَفقَتْ! ، ثمّ تحركُ اللغةُ في أعماقِ النفسِ من وراءِ حدودِ المعنَى المباشرِ موكبًا منَ العواطفِ والصورِ!

المستشرق الفرنسي: وليام مارسيه*

*من أعلام مدرسة الاستشراق الفرنسية ، عمل مديراً لمدرسة تلمسان وأستاذاً فيها، وهي إحدى المدارس العربية الثلاث التي أنشأتها فرنسا في الجزائر ، من أهمِّ آثاره نشر كتاب (التقريب والتيسير) للنووي متناً وشرحاً وترجمة ، كما ترجم (جامع الأحاديث الصحيحة) للبخاري في أربعة أجزاء ، وله كتاب عن اللهجات العربية ، وبحث بعنوان ( أصول النثر العربي الفني).









الإمام الحافظ اللُّغوي أبو بكر بن الأنباري
مقرئ ونحوي وعلامة من أئمة الأدب في القرن الرابع الهجري



أينَ لسائرِ اللغاتِ من السعةِ ما للغةِ العربيةِ؟

لقد نقل الإنجيل عن السريانية إلى الحبشية ، والرومية ، وترجمت التوراة ، والزبور ، وسائر كتب الله عز وجل إلى اللغة العربية ، أما القرآن فلا يمكن ترجمته للغات الأخرى ، لأن ما فيه من استعارة ، وتمثيل ، وقلب ، وتقديم ، وتأخير ، لا تتسع له طبيعة اللغات الأخرى!!

إنّ العجمَ لم تتسعْ بالمجازِ اتساعَ العربِ!














اللغة العربية هي التي أدخلت في الغرب طريقة التعبير العلمي ، والعربية من أنقى اللغات ، فقد تفردت في طرق التعبير العلمي والفني والصوفي!

لويس ماسينيون
مستشرق فرنسي كان الراعي الروحي للجمعيات التبشيرية الفرنسية في مصر بداية القرن الماضي!

اتهم بارتباطه بالاستعمار الفرنسي للشرق العربي مما أثار جدلا واسعا حول آرائه وجعله موضع شبهة! ، تعرض للتوقيف من قبل السلطات العثمانية في آيار 1908 واتهم بالجاسوسية وسجن وهدّد بالموت!

اهتم ماسينيون بقصة أصحاب الكهف التي وردت في القرآن الكريم في سورة الكهف وفي الأدب المسيحي (وليس في الكتاب المقدس) ، اهتم بها كنقطة لقاء بين المسيحية والإسلام وقرأ فيها الكثير من المعاني الروحية من حيث غلبة الإيمان، وفكرة الموت والبعث، وبساطة التسليم لقدرة الله، وفضيلة الحياة المشتركة والتعاون والتآخي.

ما يعنينا هنا هي شهادته للغة العربية حول تأثيرها في طريقة التعبير العلمي الذي انتهجه العلماء الغربيون إبان النهضة الأروبية ،، والحقّ ما شهدت به الأعداء!














إنّ منْ جَهِلَ سعةَ لسانِ العربِ وكثرةَ ألفاظِها ، وافتنانَها في مذاهبِها جَهِلَ جُملَةَ علمِ الكتابِ!، ومنْ علمَها ووقفَ على مذاهبِها وفَهِمَ ما تأوّلَه أهلُ التفسيرِ فيهَا ، زالتْ عنهُ الشبهُ الدَّاخلةُ على من جَهِلَ لسانَها من ذوي الأهواءِ والبدعِ!

الإمامُ الشافعيّ رحمَهُ الله












لمْ يدركْ كثيرٌ من الغربيينَ قيمةَ ما اقْتبسوه منَ الثقافةِ الإسلاميةِ، ولا فقهوا حقيقةَ ما أخذُوه من الحضارةِ العربيةِ في القرونِ الماضيةِ!

المستشرق الكندي: رينيه جيبون









الشاعر اللبناني الراحل: حليم دموس



لـو لم تكُنْ أمُّ اللغـاتِ هيَ المُنى** لكسرتُ أقلامي وعِفتُ مِدادي
لغـةٌ إذا وقعـتْ عـلى أسماعِنــــا** كانتْ لنا بـــــرداً على الأكبــادِ
سـتظلُّ رابــــــــــطـةً تؤلّـفُ بيننا ** فهيَ الرجــــــاءُ لناطـقٍ بالضّادِ











أنّ أهلَ الذوقِ من الإسبانِ بهرتهم نصاعةُ الأدبِ العربيّ! واحتقرُوا البلاغةَ اللاتينيةَ، وصاروا يكتبونَ بلغةِ العربِ الفاتحينَ!

المؤرخ والمستشرق الهولندي: رينهارت دوزي
أستاذ العربية في كلية الآداب في جامعة لَيْدَن، والذي اشتهر بدراسة تاريخ بلاد الأمازيغ والأندلس.