بالكاد يستطيع أن يميز حركات عقارب الساعة التي اعتاد أن يثبتها على الحائط
المواجه لسريره،يتسرب ضوء خافت إلى حجرته من فتحات النافذة، يعيش لحظة من
لحظات التأمل التي يستغرق فيها لساعات في نفس الوقت من كل عام ، يجابه نفس
الإحساس بالفشل، ويستسلم لليأس الذي أحاط به لسنوات، تتابع عيناه عقارب
الساعة ثانية تلو الأخرى، لم يعتد على الشعور بأهمية الوقت سوى في هذه
اللحظة المتأملة من كل عام.
يتعمد أن يلقي بهاتفه المحمول بعيداً حتى لا يقطع عليه الصخب هذه اللحظة
التي تتكرر من عامٍ لأخر، تساوره نفس التساؤلات العتيقة، ومع انها بسيطة في
طبيعتها ، إلا انها الدافع وراء احساسه المستمر بالفشل، دائما ما يرهق
نفسه في الهروب من مواجهتها،تلح فقط على ذهنه في مثل هذا الوقت من كل عام،
يظل طوال العام هارباً من نفسه ، ممزوجاً في روتين الحياة اليومية وكأنه
جزء لا يتجزأ منه، إلى أن تحين هذه اللحظة ويجد نفسه وحيداً غارقاً في خضم
هذه التساؤلات، مستسلماً لها ، إلى أن يصرعها النعاس.
ولكن هذه المرة النعاس يأبى إلا أن يجافي عينيه، يحاول جاهداً أن يصبر على
إلحاح هذه التساؤلات ويمني عقله بالراحة مع إتيان زائر الليل، ثبت عيناه
على الساعة ، كثيراً ما يتكرر ذلك ، ولكن في هذه المرة أحس بشئ مختلف، تمعن
في النظر إليها، وبدأ شعور جديد في التنامي بداخله، للمرة الأولى يدرك أن
كل حركة للعقرب الصغير، مهما كانت ضئيلة، تمثل الجزء الذي فقده من رصيد
عمره قبل بداية هذه الحركة، ترسخ الإحساس بداخله، لقد ظل العقرب يتحرك
مليارات المرات على مدى ثلاثين عاماً وهو لم يدرك أنه العد التنازلي
لحياته.
أحس بغصة في حلقه استطاعت أن تغلب أنفاسه، تحولت الغصة إلى سحابة من الغضب
خيمت على سقف الغرفة، لم يستطع أن يتمالك نفسه، استجمع أطرافه وهرع نحو
المرآة، لم يستفيق إلا على صوت هاتف المنزل، عاد إليه الوعي للحظة فوجد
نفسه غارقاً في الدموع، استجمع قواه والتقط السماعة، إنها أمه، كعادتها كل
عام تهنئه بذكرى ميلاده وتباركه ببضعة دعوات لا تنسى أن تتضمن عودته سالماً
من بلاد الغربة.
لم يستطع أن يحتفظ بالهدوء المزيف الذي تشبث به لكي لا يرهق قلب أمه، ففي
نفس اللحظة التي وضع فيها السماعة انفجر في البكاء مرة أخرى، ولكن هذه
المرة لم يفقد وعيه، ظل عقله حاضراً، أسرع نحو مكتبه، اختطف ورقة وقلم،
وجلس على الكرسي المقابل للمرآة، ظل ينظر إليها ثم ينحني على الورقة، حاول
أن يستحضر أهم الأحداث في الثلاثين عاماً الماضية، اجتهد في أن يجد شيئاً
بارزاً أو مميزاً أو غير عادي، ولكنه لم يجد ما يمكن ذكره، ولما انتابه
اليأس، توقف عن التفكير للحظات، ثم وجد نفسه يكتب ويكتب دون توقف، سيل من
الكلمات يتدفق على الورق، ظل يكتب إلى أن خارت قواه، ثم نظر إلى المرآة مرة
أخرى، وعكف على قراءة ما كتب بصوت عال.
"شعارات" ، "شعارات"، "شعارات" ، ظل يردد هذه الكلمة وهو يضرب بقبضة يديه
على الحائط، ليس هناك دليل ملموس في حياته على أن شعاراته تحولت إلى أفعال
أو حتى محاولات لأفعال، مجرد عبارات رنانة احتفظ بها عقله، لم يخط خطوة
واحدة لتحقيق أحلامه وكأنه ظل هارباً منها إلى أن ابتلعته دوامة التسويف،
وما فتئ يخرج منها إلا ووجد كراهية مترسخة لنفسه ولحياته،،، تزداد ضراوة
ضرباته على الحائط،، إلى أن سقطت ساعة الحائط وتناثرت أجزاؤها على أرضية
الغرفة، تبعثرت مثل أحلامه التي حطمها تردده وتخبطه ويأسه طوال الثلاثين
عاماً،، أخذ يلملم حطام الساعة،، وبات طوال الليل يعيد تجميع أجزائها،،
غلبه النعاس وهو في غمرة انهماكه في إصلاحها،، ولم يوقظه سوى آذان الفجر،،
استفاق وذهب نحو هاتفه الجوال،،، ثم قام بضبط عقارب الساعة ،،،، وأعادها
إلى مكانها على الحائط.
المواجه لسريره،يتسرب ضوء خافت إلى حجرته من فتحات النافذة، يعيش لحظة من
لحظات التأمل التي يستغرق فيها لساعات في نفس الوقت من كل عام ، يجابه نفس
الإحساس بالفشل، ويستسلم لليأس الذي أحاط به لسنوات، تتابع عيناه عقارب
الساعة ثانية تلو الأخرى، لم يعتد على الشعور بأهمية الوقت سوى في هذه
اللحظة المتأملة من كل عام.
يتعمد أن يلقي بهاتفه المحمول بعيداً حتى لا يقطع عليه الصخب هذه اللحظة
التي تتكرر من عامٍ لأخر، تساوره نفس التساؤلات العتيقة، ومع انها بسيطة في
طبيعتها ، إلا انها الدافع وراء احساسه المستمر بالفشل، دائما ما يرهق
نفسه في الهروب من مواجهتها،تلح فقط على ذهنه في مثل هذا الوقت من كل عام،
يظل طوال العام هارباً من نفسه ، ممزوجاً في روتين الحياة اليومية وكأنه
جزء لا يتجزأ منه، إلى أن تحين هذه اللحظة ويجد نفسه وحيداً غارقاً في خضم
هذه التساؤلات، مستسلماً لها ، إلى أن يصرعها النعاس.
ولكن هذه المرة النعاس يأبى إلا أن يجافي عينيه، يحاول جاهداً أن يصبر على
إلحاح هذه التساؤلات ويمني عقله بالراحة مع إتيان زائر الليل، ثبت عيناه
على الساعة ، كثيراً ما يتكرر ذلك ، ولكن في هذه المرة أحس بشئ مختلف، تمعن
في النظر إليها، وبدأ شعور جديد في التنامي بداخله، للمرة الأولى يدرك أن
كل حركة للعقرب الصغير، مهما كانت ضئيلة، تمثل الجزء الذي فقده من رصيد
عمره قبل بداية هذه الحركة، ترسخ الإحساس بداخله، لقد ظل العقرب يتحرك
مليارات المرات على مدى ثلاثين عاماً وهو لم يدرك أنه العد التنازلي
لحياته.
أحس بغصة في حلقه استطاعت أن تغلب أنفاسه، تحولت الغصة إلى سحابة من الغضب
خيمت على سقف الغرفة، لم يستطع أن يتمالك نفسه، استجمع أطرافه وهرع نحو
المرآة، لم يستفيق إلا على صوت هاتف المنزل، عاد إليه الوعي للحظة فوجد
نفسه غارقاً في الدموع، استجمع قواه والتقط السماعة، إنها أمه، كعادتها كل
عام تهنئه بذكرى ميلاده وتباركه ببضعة دعوات لا تنسى أن تتضمن عودته سالماً
من بلاد الغربة.
لم يستطع أن يحتفظ بالهدوء المزيف الذي تشبث به لكي لا يرهق قلب أمه، ففي
نفس اللحظة التي وضع فيها السماعة انفجر في البكاء مرة أخرى، ولكن هذه
المرة لم يفقد وعيه، ظل عقله حاضراً، أسرع نحو مكتبه، اختطف ورقة وقلم،
وجلس على الكرسي المقابل للمرآة، ظل ينظر إليها ثم ينحني على الورقة، حاول
أن يستحضر أهم الأحداث في الثلاثين عاماً الماضية، اجتهد في أن يجد شيئاً
بارزاً أو مميزاً أو غير عادي، ولكنه لم يجد ما يمكن ذكره، ولما انتابه
اليأس، توقف عن التفكير للحظات، ثم وجد نفسه يكتب ويكتب دون توقف، سيل من
الكلمات يتدفق على الورق، ظل يكتب إلى أن خارت قواه، ثم نظر إلى المرآة مرة
أخرى، وعكف على قراءة ما كتب بصوت عال.
"شعارات" ، "شعارات"، "شعارات" ، ظل يردد هذه الكلمة وهو يضرب بقبضة يديه
على الحائط، ليس هناك دليل ملموس في حياته على أن شعاراته تحولت إلى أفعال
أو حتى محاولات لأفعال، مجرد عبارات رنانة احتفظ بها عقله، لم يخط خطوة
واحدة لتحقيق أحلامه وكأنه ظل هارباً منها إلى أن ابتلعته دوامة التسويف،
وما فتئ يخرج منها إلا ووجد كراهية مترسخة لنفسه ولحياته،،، تزداد ضراوة
ضرباته على الحائط،، إلى أن سقطت ساعة الحائط وتناثرت أجزاؤها على أرضية
الغرفة، تبعثرت مثل أحلامه التي حطمها تردده وتخبطه ويأسه طوال الثلاثين
عاماً،، أخذ يلملم حطام الساعة،، وبات طوال الليل يعيد تجميع أجزائها،،
غلبه النعاس وهو في غمرة انهماكه في إصلاحها،، ولم يوقظه سوى آذان الفجر،،
استفاق وذهب نحو هاتفه الجوال،،، ثم قام بضبط عقارب الساعة ،،،، وأعادها
إلى مكانها على الحائط.
السبت مارس 26, 2016 2:20 am من طرف 2ananabac55
» Hack Texas HoldEm Poker
الأحد ديسمبر 21, 2014 10:30 pm من طرف yousef
» برنامج زيادة المال في لعبة Texas HoldEm Poker
الخميس فبراير 27, 2014 4:27 am من طرف nxh1910
» طريقة لزيادة الرصيد في بوكر الفيسبوك , اسهل طريقة لزيادة الشبس في لعبة البوكر
الأربعاء فبراير 12, 2014 4:12 am من طرف محمد حكيم
» برنامج زيادة النقاط وزيادة النقود في لعبة كنتري لايف country life
السبت فبراير 08, 2014 6:18 am من طرف sezer999
» طريقة استخراج الكنوز والدفائن
السبت نوفمبر 16, 2013 6:38 am من طرف zeidan
» اكتشاف13 مدفنا محفورة بالصخر الجيري في منطقة حوارة باربد
الخميس نوفمبر 07, 2013 7:45 am من طرف zeidan
» الدفائن والكنوز اليهودية
الخميس نوفمبر 07, 2013 7:01 am من طرف zeidan
» برنامج زيادة رصيد البوكر , الحصول على رصيد بالبوكر بالملاين
الإثنين سبتمبر 23, 2013 1:03 pm من طرف basemo
» برنامج الغش في لعبة Millionaire City مليونير المدينة في الفيسبوك facebook
السبت أغسطس 03, 2013 11:51 am من طرف ALJOKAR08
» تعرفة الخطوط الجديدة لمشتركي زين
الأربعاء مايو 01, 2013 4:03 pm من طرف علاء المنير
» برنامج زيادة الطاقة و زيادة المال في لعبة Empires & Allies
الجمعة أبريل 12, 2013 12:25 am من طرف csc
» ما هو ( اندرويد ) ؟
الخميس مارس 07, 2013 6:44 am من طرف xxxfares
» عندما يكون الاشيء شيء
الإثنين يناير 14, 2013 12:32 am من طرف منى اللوزي
» كلمات سر امبايرز اند اليز
الجمعة يناير 11, 2013 5:54 am من طرف السفاح الابيض
» الصمت الصامت
الخميس يناير 10, 2013 7:00 am من طرف نشأت حداد
» برنامج زيادة الطاقة و زيادة المال في لعبة Empires & Allies
الخميس ديسمبر 20, 2012 11:53 am من طرف سمرة
» مبارك يواجه مصيره
الخميس ديسمبر 20, 2012 11:47 am من طرف سمرة
» لماذا نتألم
السبت سبتمبر 01, 2012 5:43 am من طرف لولو
» حقائق راسخة مغلوطة
السبت سبتمبر 01, 2012 5:32 am من طرف لولو