جنين رسالة التاريخ الفلسطيني

جنين رسالة التاريخ الفلسطيني حملها الزمن في ذاكرته وطياته دون إن يغفل عنها ولو لمرة واحدة. وكيف له أن ينساها ومنها بداياته وفيها نهاياته؟ كيف له أن ينكرها وفي ذاكرة كل الإمبراطوريات صورة لصمودها ونضالها ضد الغاصب والمستعمر؟.
من ثراها نسج التاريخ حروفه ومن عزتها سجل أقاصيصه ورواياته،على أبوابها حارت الأباطرة وفي شوارعها تاه الغزاة والمعتدون .
إنها جنين المدينة الجميلة مدينة البساتين والجنان لم يعرفها التاريخ بغير هذا الاسم ،ضربت جذورها في عمق التاريخ الفلسطيني منذ أكثر من 3000 عام ف.م لتواكب ميلاد ارض كنعان وتشارك اورسالم ،أريحا وشكيم بداية الحضارة الكنعانية ، جاءت لتكون في قلب فلسطين التاريخية التي تجمع كل المملك الكنعانية من حولها بداء من تعنك ودو ثان وبيت شان ومجدو وشكيم أريحا وانتهاء بيبوس.

كانت مدينة جنين من المدن الكنعانية الأولى التي ظهرت في بداية الألف الثالث قبل الميلاد وقد ذكرت في العديد من المصادر التاريخية والكتب المقدسة . فقد وصفتها الوثائق المصرية بأنها مدينة مزدهرة وتعج بالحياة وذلك لوقوعها على طريق القوافل الواصل بين جنوب فلسطين ارض الفراعنة وشمالها مع الممالك العراقية المختلفة فضلا على أنها تقع على الرأس الجنوبي لمرج ابن عامر( يزراعيل) الذي يصل الأطراف الغربية لفلسطين على ساحل البحر الأبيض المتوسط مع الأطراف الشرقية على الحدود الأردنية .

أول تسمية عرفت بها المدينة " عين جانيم" وهي التسمية التي أطلقها عليها سكانها الأوائل ( الكنعانيون) حيث كانت المدينة تتميز بكثرة الينابيع والوديان . وقد ذكرتها المصادر المصرية بهذا الاسم حيث ذكرها الفرعون المصري (تحتمس الثالث) الذي هاجم المنطقة في سنة 1450ق.م كما ذكرتها التوراة بنفس الاسم.و نتيجة لوقوع المدينة على طرق القوافل في ارض سهلية مكشوفة فقد كانت المدينة عرضة للتدمير نتيجة للحملات العسكرية بين القوى العظمى المتصارعة حيث كانت المدينة معبرا لتلك الحملات الأمر الذي يفسر عدم بقاء أثار المدينة القديمة .

مع نهاية العصور البرونزية في حوالي 1200 ق.م أخذت المدينة تفقد أهميتها السياسية لكنها بقيت ذات أهمية استراتيجة كونها محطة للقوافل حيث بدأت تزدهر في هذه الفترة كينات سياسية مجاورة لها ومنافسة منها مملكة ( بليعام و دوثان ) .

استمرت مدينة جنين في تقدمها حتى الفترات التاريخية المتقدمة حتى خضعت للسيطرة اليونانية مع بدايات فتوحات الاسكندر المقدوني سنة 333ق.م . ثم خضعت للحكم الروماني في سنة 63ق.م حيث أطلق عليها الرومان اسم "جيناي" و"جانينا"
بقيت المدينة تحت السيطرة الرومانية حتى مجيء الفتح الإسلامي سنة 636م حيث أطلق عليها العرب المسلمون أسمها الحالي "جنين".
مع بداية الحملات الصليبية سنة1099م دمرت المدينة وأحرقت و أطلق علها الصليبيون اسم "grand green"غير أن انتصار القائد صلاح الدين في معركة حطين سنة 1187م أعاد المدينة إلي حاضرة الدولة الإسلامية حيث أقام فيها ليلة لتنال شرف مبيت القائد صلاح الدين فيها.

ومن الملاحظ أن اسم المدينة بقي ثابت لم يتغير مع تغير الأزمنة والدول الحاكمة، فيه دائما توصف بالجنان والمياه والخضرة وكم كانت فرحتنا ستكون عظيمة لو بقيت المدينة محافظه على طابعها الجميل وصورتها التي عرفت بها وسميت بها .

في سنة 1516م انتصرت الجيوش العثمانية على دولة المماليك لتبدأ فلسطين ومدينة جنين حقبة جديدة هي من أكثر الفترات وضوحا وأطولها ولتستعيد أهميتها الإستراتيجية والسياسية من جديد ، حيث بنت السيدة فاطمة خاتون أول نواة للمدينة وهو المسجد الكبير في سنة 1564م بعد مرورها بالمدينة في أثناء زيارتها للقدس حيث أعجبها موقع المدينة وطبيعتها وقررت بناء عدد من الدكاكين وتكية لمبيت الرحالة والعابرين من المدينة.

مع بناء سكة حديد الحجاز أصبحت المدينة احد أهم المحطات التي تمر منها السكة الأمر الذي أعطاها أهمية كبيره بحيث ازدهرت اقتصاديا وعمرانيا وأصبح هناك الكثير من القرى التي تتبع لها . ومع ازدياد ضعف الدولة العثمانية أخذت الأمور تسوء في المدينة بسبب الصراعات التي قامت بين العائلات الإقطاعية الحاكمة فيها الأمر الذي دفع بالدولة العثمانية ببناء إدارة لحكم المنطقة وهو ما يعرف اليوم بمبنى "السراي" مدرسة فاطمة خاتون حاليا بالإضافة إلى إنشاء أول بلدية للمدينة في سنة 1883م وذلك لإدارة المدينة والقرى التي تجاورها.

انتهى الحكم التركي للمدينة مع بداية الانتداب البريطاني في سنة 1918م حيث دخلت القات البريطانية المدينة وعقد
قائد الجيش البريطاني العام "هوارتز اللمبي" أول اجتماع لقادة الجيش في مبنى السراي لوضع السياسات والخطط لتسيير البلاد.وبذلك كانت جنين أول المدن الفلسطينية التي قاومت الاحتلال البريطاني وقادة شرارة الثورة الفلسطينية ألكبرى في ثلاثينيات القرن العشرين وشهدت أرضها استشهاد معظم قادة الثورة الفلسطينية بداء من القائد الشهيد عز الدين القسام و فرحان السعدي وعبد الرحيم الحاج محمد، ولم تهداء الثورة في جنين حتى خرج المستعمر البريطاني في 15 ايار 1948م .

بعد خروج الاستعمار البريطاني دخلت المدينة مرحلة جديدة من مراحل النضال والصمود ضد العصابات الصهيونية التي زودتها بريطانيا بالأسلحة والعتاد، والتي كانت تخطط لضم مدينة جنين لمنطق إلي المناطق التي منحها إياهم البريطانيون .
ففي الثالث من حزيران 1948 كانت المدينة مع معركة جنين الكبرى حيث هاجم ما يقارب 4000 من عناصر العصابات الصهيونية المدينة إلا أن شجاعة أهلها واستبسال أفراد الجيش العراقي في الدفاع عن المدينة الحق بالصهاينة شر هزيمة لا زال يخلدها أبناء المدينة على التذكار الذي بناه المواطنون على الدوار الرئيس حيث قتل في هذه المعركة 1200 من الغزاة الصهاينة، وقد أدى هذا الصمود لأهل المدينة إلي قطع الطريق على مخططات الصهاينة لضم المدينة لمناطق 48.

شاركت جنين شقيقاتها من باقي المحافظات الفلسطينية كل الثورات وحركات النضال التي عصفت بالأرض الفلسطينية بداء من انتفاضة الحجر عام 1987م وانتهاء بانتفاضة الافصى 2000م حيث صب الجيش الصهيوني جام غضبه على المدينة ودمر مخيمها سنة 2002م لكنه لم يستطع تدمير نفوس أهلها اللذين أعادوا بناءها.

مشكور ع المعلومات والله جنين واهلها رمز تاريخي لصمود والعراقة والجمال

شكرا فاليوم

العفو واشكركم على مروركم

الله على جنين وناسها يسلمو يا فاليوم على المعلومات عن هذا البلد الرائع

الله يسلمك يا روز

العفو يا فاليوم