نزف الكلمات في الرحيل

..اليك .. اليك ايها الغريب.. اليك يا من تجسد حلمي فيك واقعا ً.


. اليك ايها الجرح القابع في .. روحي!! سأرحل الى زمن الغربة..!!!! وغربة الزمن... سأُهاجر من عالمك . من كلماتك ومن احرفك.. سانتزع رائحة دفئك من أعماقي.. سأنتزع نبضك من قلبي.. يا من وهبته الروح ..!! .. سأنتزع ملامح الجمال من صورك .. ومن جُملك...ومن كياني ..



فحين تحتل الزفرات الروح ..يستحيل انتزاعها.. لكن انا سأقدر......فنحن حين نراجع محطات حياتنا ..


نجد بأن كل اللحظات الجميلة التي عشناها ..كانت بالمصادفه..


. لكن نجد بأن خيباتنا .. وآلامنا قدمت لنا على اطباق من بلور.. وقد تجلت لنا بخطى واثقة ومخططة مرسومة بقلم من دهاء!..


على سجاد فاخر... وببسمة خادعة .. .. هذا السجاد الفاخر الذي فرشناه يوما .. لاستقبال السعاده .


. لكن تصدمنا مرارة الواقع .. ودوي صاعقة الغدر.. وتتبعثر الازهار..مرغمة..!


! وتتمزق اشلائها تحت الاقدام.! وتمر قافلة الغضب بي.. واحزم كلماتي ومشاعري ..


. وارتب اوراقي في صندوق الذكرى.... لاها جر كما الطيور, لكن باتجاه معاكس!!.


. فان هاجرت الطيور كلها متجهة ومتأمله ..وطامعة بعناق دفء الربيع.. ... فلتهنىء!
! لكن من ينقذها من براثن اشتعال وحر الصيف.. الذي يلي هذا الدفء؟؟ حين تجود بها؟؟؟ والسنة النار حين تهاجمها؟؟؟


انا ساهاجر الى عالم البرد.... فهناك دفء من نوع آخر!! ... سأهاجر الى اقطاب الكلمات. . . واقطاب النسيان!!


فهناك ..سيتفجر صمتي ويثور.... هذا الصمت الصادق.. الفائق بالصدق!! .
. .فدعه يخاطبك.. ويخاطب صمتك!! لانه اللغة الوحيده


التي تفوق كل اللغات.. بلاغة... وفصاحة.. وكلمات!! مهما ابتعدت المسافات!!!واليوم .. انا في دربي.. اخط كلماتي هذه .. كي أ محو عناء السفر!!واخطف الوقت .. كي اصل بسرعة.. فانا اتوق لهذا البرد.. كي يطفىء نيران وجدي!!


في القلب كان ينبت شيئا آخر .. شيئاً بعيد عن الزهر.. وبراعم نيسان! كان ينبت فيَّ الحزن .. لينمو سريعا.. ويكبر ويعظم.. حتى ملأ ارجاء القلب...
! بعدما كنت اعطر ظل قلبي.. وظل جداري ببخور ضحكاتك. وهمساتك!.. ماذا نفعل اذ ينزف الوجدان ... بلون الدمع بشفافية واضحه .. ... فتشي بكل ما نعانيه من خيبات ومن ألم..؟؟



ضباب يفترش الارض والسماء..... وتتلاشى الالوان ويتشوه الجمال .
. ويبهت صوتك.. ورسمك.. فلم يعد لحروفك تلك النكهة التي كانت تفجر الدم في قلمي..... و في ..قلبي!!..فاليوم ارى كل شيء داكن .. اسود .. كنت اعتقد بأن عين الشمس لا تخفى.

. ولا يسترها شيء.. لكن ايقنت بأنه لابد لها من كسوف ٍ ذات يوم!! وها قد اتى هذا اليوم... لأقتنع اكثر انه لا بد للقمر ايضا من خسوف.. فلا قمر يسامر شعري.
. ولا شمس ... تداعب مقلتي.. فمن الغريب ان يستمر هذا الكسوف لأيام... وهذا الخسوف.. لليالي طويله!!!.



فترتعد اوراقي من وحدتها في صحراء اليأس القاحل..وينهك الجفااف ... اقلامي ومحبرتي!! فتتوالى جرعات الحزن .. مرة بعد مرة.. وبكل مرة .
. ترافقها أنات تقتل كل أمل بقدوم يوم جديد!!!


فكيف لي ان احتضن قلمي.. من جديد؟ وكيف لي ان اجد ما يستحق الكتابه.. واجد من يستحق ان يقرأ كلماتي؟!!!


فدمع العين ... كشعلة تضيء.. عتمة القلب!! لكن..اي قلب.. فهنا اعلم ان التقدم صعب.. الى مجهول غامض... والتراجع اصعب.
. فأجلس في زاوية قلبي.. واحتضن شعلة دمعي.. لتنير ظلي وتعانق .. آهاتي..فأنا سأغادرك.. وستغادر نقاطي أحرفك.. وتغادر كلماتي اسطرك.
. وستعلن انت بقائي في قلبك وتربعي على عرشه.
. وتعلن بأنني الحواء الحسناء!!... .. وانا اعلن بأنك عاشق صريع
.. وكان عابر سبيل
.. مر بمحاذاة جدار قلبي.. ليس الا !!!