المنظمات اليهودية وراء إغلاقها.. قناة الرحمة الفضائية تبدّل جلدها إلى "نسائم الرحمة"

مقطع فيديو صغير كان كفيلاً أنّ يحكم على قناة "الرحمة" الفضائية بأن تخطّ آخر أيامها على القمر المصري "نايل سات" بعد أنّ قرر الأخير إيقاف بث القناة على خلفية اتهامات المجلس السمعي والبصري الفرنسي للقناة التي يمتلكها الشيخ "محمد حسان" بالتحريض على كراهية اليهود والعنف وازدراء الديانة اليهودية.



وأكدت القناة هذا الخبر من خلال ما بثته على موقعها الرسمي هذا الخبر حيث قالت: "مشاهدي قناة الرحمة الكرام، نحيطكم علما أنه قد تم قطع إشارة القناة على "النايل سات" على ترددها القديم، ويمكنكم مشاهدة قناة نسائم الرحمة على قمر "العرب سات" على تردد 12149 أفقي أو مشاهدة قناة نسائم الرحمة على "النايل سات" على تردد 10873 رأسي".



قرار القمر المصري بإغلاق القناة أثار استياءً بالغًا لدى ملايين المسلمين من متابعي قناة الرحمة في شتى بلدان العالم، وهو ما عبر عنه بعضُهم عبر اتصالهم بالقناة في برنامج مباشر بثته القناة تحت عنوان "الرحمة باقية بإذن الله تعالى" حيث خصصت هذه الحلقة للتصدي لمحاولات إغلاقها.

وتوالت ردود الفعل حول إغلاق القناة حيث تقدم العضو في البرلمان المصري "محمد خليل قويطة" بالإضافة لـ9 نواب آخرين بطلب إحاطة إلى كل من وزير الإعلام ورئيس مجلس إدارة شركة "النايل سات" حول طلب اتحاد الجمعيات اليهودية الفرنسية بوقف بث قناة الرحمة الفضائية.

وأشار قويطة حسب ما ذكرت صحيفة "اليوم السابع" المصرية على موقعها الالكتروني إلى أن قناة الرحمة الفضائية ضمن وسائل الإعلام الذي أكد الدستور على كفالتها وحريتها؛ لأنها تعد وسيلة تنويرية وتحظى بشخصية الشعوب الإسلامية.
وأكد قويطة أن "طلب اتحاد الجمعيات اليهودية بوقف بث قناة الرحمة الفضائية على القمر الفرنسي أمر يتعارض مع الحريات" وطالب النواب الأجهزة المعنية بحماية هذا القناة باعتبارها قناة لتنوير الرأي العام.

ومن ابرز ردود الفعل التي رافقت الحدث استقبال أهالي قرية النزلة مركز "يوسف الصديق" بمحافظة الفيوم، الداعية الإسلامية الشيخ "محمد حسان" صاحب القناة بلافتات الترحيب وعبارات التضامن معه في مواجهة مطالب إحدى الجماعات اليهودية بوقف بث فضائية "الرحمة" التي يملكها، بزعم الإساءة إلى اليهودية.

حيث عبرت اللافتات التي رفعها لأقباط من أهالي القرية عن فرحتهم بزيارة الداعية الشهير، مؤكدين أنه شخصية محببة للمسلمين والأقباط على حد سواء، ورفع الأقباط لافتات تطالب الرئيس حسني مبارك بضرورة التدخل لمنع إغلاق قناة "الرحمة"، بناء على طلب جمعية يهودية تزعم الإساءة إلى اليهود، ومن بين اللافتات التي لفتت انتباه الجميع: "الله محبة.. لا تغلقوا الرحمة".

وعلى الجانب الآخر طالب "المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية" بفرنسا "الكريف" بمنع البث الفضائي لقناة الرحمة المصرية الإسلامية في فرنسا "إذا لم تتوقف عن بث برامجها المعادية للسامية" وتقدم "الكريف" بملف إلى "المجلس الأعلى السمعي البصري" يتضمن مقاطع بثت على القناة اعتبرها المجلس اليهودي "بمثابة معاداة صريحة للسامية، وتحض على الكراهية بين الشعوب".

وكان "ميشال بايون" مدير المجلس الأعلى السمعي البصري (س إس أ) تلقى في الأسابيع الماضية رسالة من "ريتشارد باسكي" رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية بفرنسا (الكريف) يدعوه إلى تطبيق القانون المتعلق بمنع الدعوة إلى الكراهية والعداء للسامية على قناة الرحمة المصرية"، وهو ما فسرته المصادر بأنه دعوة ضمنية إلى منع بث القناة على الأراضي الفرنسية.

وبالإضافة إلى ذلك فإن منظمات اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، التي كانت وراء القرار الفرنسي أثنت على القرار، حيث أكد "إبراهام فوكسمان" مدير رابطة مكافحة التشهير اليهودية الأمريكية، والتي تصدر تقارير دورية لرصد انتقاد الكيان الصهيوني في وسائل الإعلام قال: "وسائل الإعلام المصرية لا تخجل عندما يتعلق الأمر بتصوير اليهود إعلاميًا بشكل معادٍ للسامية" حسب زعمه.
فوكسمان الذي اعتاد على تحريض دول الاتحاد الأوربي كما فعل سابقاً مع قناة المنار التابعة لحزب الله، حرض هذه المرة دول الاتحاد الأوروبي للاقتداء بالمبادرة الفرنسية، لأجل توسيع الحظر في جميع الدول الأعضاء.

أما مقطع الفيديو الذي أثار هذه الضجّة يظهر فيه الشيخ "حازم شومان" وهو يقول : "ياه .. ياه .. رسالة لك يا كل يهودي في الأرض، جيش محمد سوف يعود .. يا أحفاد القردة والخنازير يوم الانتقام جاي .. يا العن خلق الله.. اللي ها يبايعوا رسول الله على الموت جايين .. استنونا وها تشوفوا يا العن خلق الله .. أوعى يا أمة محمد تخافي من حرب اليهود لو ما حاربتوش من أجل فلسطين ربنا ها يحاربكوا .. اختاروا يا حرب مع اليهود يا حرب مع الله".

ويضف شومان في حديثه: "1400 جندي هزموا عشرة آلاف يهودي .. أتهزم اليهود .. المؤسسة العسكرية التي لا تقهر تحطمت سمعتها .. بعد شهر كامل من الحصار والمقاتلة الرهيبة أتهزم اليهود .. وترتج الجزيرة بالتكبير .. عقبال التكبير على أبواب القدس وعلى أبواب الأقصى".