متفجرات المعدن الكثيف الخامل (DIME)

متفجرات المعدن الكثيف الخامل (DIME ):
متفجرات المعدن الكثيف الخامل Dense Inert Metal Explosive المعروفة اختصارا ًبـ (DIME ) وهو عبارة عن نسخة تجريبية من سلاح مطور يمتلك قدرة فتاكة على التدمير المباشر فى مساحات صغيرة، وجدير بالذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت قنابل (DIME ) خلال عدوانها الأخير على لبنان فى العام 2006، كما واستخدمتها قوات الاحتلال الأمريكي فى عدوانها على العراق وأفغانستان.

تتكون قنبلة (DIME ) غير التقليدية من غطاء مصنع من ألياف الكربون يحتوى على مسحوق ذو كثافة عالية يتألف من معدن التنجستن الثقيل ومعادن "الكوبالت والنيكل والحديد" ويدخل فى تركيبة الجيل الجديد من هذه القنابل مادة اليوارنيوم المنضب، وعند انفجار هذه القنبلة ينطلق المسحوق الموجود بداخلها على شكل شظايا مجهرية صغيرة جداً، أما الغطاء الخارجي للقنبلة يتكون من ألياف الكربون وهو سهل الانفجار حيث يتفتت ويتناثر على هيئة غبار يؤدى استنشاقه إلى الموت المحقق.



الأدلة على استخدام قنابل DIME فى قطاع غزة:

تقرير خبير الأمم المتحدة Jean François Fechino :

بحسب التقرير الصادر عن البعثة اعتمدت القوات الجوية الإسرائيلية على قنابل (DIME ) فى قصفها لمبنى أكاديمية الشرطة الفلسطينية وسط مدينة غزة، وقد انفجرت إحدى القذائف فى المكان وتسببت فى إصابة العديد من الأشخاص فى أطرافهم السفلية، وانتشرت مادة التنجستن على نطاق واسع فى ساحة الأكاديمية، وتوغلت الشظايا عميقاً داخل جدارن الخرسانة والأنقاض ولكن دون أدنى تشويه أو خدش للزوايا أو مكعبات الجدران وعلى هذه الجدران تمت معاينة بقايا أنسجة لأشخاص أصيبوا أثناء الانفجار.


تقرير وفد نقابة المحامين الأمريكيين فى فبراير 2009:

خلص الوفد فى تقريره إلى أنه من الصعب تحديد ما إذا كانت (إسرائيل) استخدمت سلاح (DIME ) من عدمه، وذلك لعدة أسباب ومن أهمها أن سلاح (DIME ) لا يترك آثاراً واضحة حيث أن أهم مميزاته قلة الضرر المصاحب فى المنطقة المستهدفة لأن الغلاف الخارجي لقنبلة (DIME ) مصنوع من مادة الكربون، وكذلك الحال الأسباب الناجمة عن ضعف القدرة الاستيعابية لمستشفيات قطاع غزة والعدد الكبير من الإصابات اليومية وعدم مقدرة الفرق الطبية على أخذ عينات من أجسام الشهداء والجرحى لفحصها نتيجة تدمير(إسرائيل) للمعمل الشرعي الوحيد فى قطاع غزة خلال قصفها مقرات الشرطة الفلسطينية، إلا أن الوفد قام بمقابلة خبير أسلحة دولي فى غزة ورجح الأخير للوفد استخدام (إسرائيل) لسلاح (DIME ) أثناء العدوان على غزة على الرغم من عدم وجود أدلة قاطعة على ذلك نظراً لقلة الضرر المصاحب، وأورد الوفد فى تقريره دراسة حالة توضح كيفية استشهاد طفلين من غزة يشتبه بأن صاروخ طائرة الاستطلاع الذي استهدفهما كان مزود بسلاح (DIME ).








تقريرnew weapon committe" ":

أكدت نتائج الدراسات حول تركيز المعادن فى التربة التى قام بإجرائها مجموعة من العلماء والأطباء الإيطاليون المستقلون (NWRC ) على بعض العينات التى تم أخذها من بعض الحفر التى حدثت بفعل التفجيرات الإسرائيلية فى العام 2009, ومقارنتها بنتائج عينات سابقة تم أخذها خلال العامين 2005 - 2006 على وجود تركيزات غير عادية لهذه المعادن في داخل الحفر مما يشير إلى تلوث التربة، ومن أهم هذه المعادن معدن التنجستن، وأشار الباحثون إلى أنهم وجدوا كميات كبيرة من التنجستن في التربة (أعلى بحوالي 20 -42 مرة من المعدل الطبيعي) أما عنصر الكوبالت فقد وجد بنسبة أعلى بخمس مرات من المعدل الطبيعي لوجوده فى التربة وجدير بالذكر أن التنجستن والكوبالت من أهم العناصر التى تدخل فى تركيب قنابل DIME) ) الأمر الذي يدلل على استخدامها وعلى نطاق واسع ضد الأفراد فى قطاع غزة.







شهادة الطبيب النرويجي مادس غيلبرت "Mads Gilbert ":

أكد الطبيب النرويجي مادس غيلبرت الذي شارك فى عمليات الإغاثة خلال فترة العدوان على قطاع غزة وأمضى فى العمل بمستشفى الشفاء بمدينة غزة مدة 12 يوماً أن قوات الاحتلال الإسرائيلي جعلت قطاع غزة مختبراً كبيراً لتجريب أسلحتها الجديدة وأن الجيش الإسرائيلي استخدم أسلحة جديدة وغير تقليدية فى عدوانه على غزة، مشيراً إلى أن الإصابات كانت تفرض على الأطباء بتر الأعضاء المصابة وأن الإصابات تتطابق مع تلك التى تتسبب فيها قنابل (DIME) التى تتفاعل مع المواد المخدرة لتنفجر فى جسد الجريح، وأضاف أن الجيل الجديد من هذه القنابل يحتوى على مادة اليورانيوم المنضب ويسبب مرض السرطان ويؤدى إلى وفاة الشخص المستهدف خلال فترة لا تتجاوز 6 أشهر إن لم يمت فى الحال.

وقال الطبيب "لقد شهدنا جرحى يعانون من حالات بتر سيئة جداً للأطراف وهذا البتر حدث في الرجلين في مناطق أعلى من الركبة وكأن أحدهم استخدم فأساً لقطع الرجلين واللحم بل وفصل العضلات عن العظام، وكثير من هذه الحالات كانت تعاني أيضاً من حروق ومن دخول شظايا صغيرة في الصدر أو الجلد بحجم حبة الرز أو الذرة ولكنها ليست شظايا معدنية ونحن لم نجد في أي من حالات البتر تلك شظايا معدنية "وهو ما يتوقع عادة في الإصابات التي تحصل من قنابل أو قذائف تقليدية" واشتبه الطبيب أن يكون السبب سلاحاً يسمى (DIME ) وقال "نحن لا نعرف أي سلاح آخر يمكنه أن يسبب هذا النوع من الجروح"..

وغالباً ما تظهر آثار لحروق عميقة تصل إلى العظام لاسيما في الأطراف المبتورة مباشرة بسبب التعرض لهذا النوع من المتفجرات فضلاً عن تهتك الأنسجة والأوردة والشرايين مما يؤدى إلى حدوث نزيف دموي كبير في العضو المصاب وهو ما فسر للطبيب أسباب حصول نزيف دموي غير مفهوم لدى الحالات التي عاينها في غزة بالرغم من غياب أي علامات جروح خارجية أو شظايا داخلية لأن الشظايا التي يطلقها هذا السلاح لا تظهر من خلال الأشعة السينية وذلك لأن غلاف القذيفة التي تحمل متفجرات (DIME) مصنوع من غلاف كربوني وليس من المعدن وعندما ينفجر الغلاف لا يتسبب في شظايا ظاهرة، وأشار إلى أن هذه الأسلحة تعتمد على الانشطار النووي في عملية التفجير مما يجعلها أسلحة ذات نشاط إشعاعي وفى هذه الحالة يمكن تصنيفها على أنها قنابل نووية صغيرة، وأشار الطبيب أيضاً إلى أن سكرتير اللجنة النووية في الإتحاد الأوروبي البروفيسور كريس باسبى
(Chris Basby ) صنف هذه القنابل على أنها أسلحة نووية صغيرة.



وقال الشرطي موسى غراب أنه فى 27 ديسمبر 2009 كان على رأس عمله بجهاز المرور والنجدة فى مدينة عرفات للشرطة وأنه لاحظ أن عدداً كبيراً من طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تحلق فى سماء المدينة خصوصاً فى منطقة مدينة عرفات للشرطة، وفجأة شاهد عدة صورايخ تسقط على أفراد دورة المرور والنجدة وأن الأشلاء تناثرت فى كل مكان، وأنه قام بمحاولة لإسعاف من يجده على قيد الحياة، ولكنه عندما وصل شاهد أجسام أفراد الشرطة بدون أطرافها السفلية وأن بعضها مقطوع إلى نصفين وأن بعضها مقطوع الرأس والأيدي وأن الدماء والأشلاء كانت فى كل مكان.











الآثار الصحية والمخاطر المستقبلية لاستخدام متفجرات DIME :

تتميز قنابل (DIME ) بالقدرة على القتل الفوري لكل الأشخاص الموجودين على بعد أربعة أمتار من وقوع الانفجار حيث أنه فى حال سقوط هذه القنابل فإنها تنقسم إلى أجزاء صغيرة يتحول معها المسحوق الكيميائي إلى شظية فتاكة تقتل الشخص المستهدف فى حال التعرض لها من مسافة قريبة، كما وتفرض الإصابة بقنابل (DIME ) على الأطباء المعالجين اللجوء إلى بتر الأطراف المصابة وذلك بسبب قدرة شظايا هذه القنبلة على اختراق العظام والأنسجة، ولاحظ الأطباء ظهور آثار حروق عميقة تصل إلى العظام لاسيما فى مواقع الأطراف المبتورة فضلا ًعن حدوث تهتك للأنسجة والأوردة والشرايين وحدوث نزيف دموي كبير فى الأعضاء المصابة رغم غياب أي علامات للجروح الخارجية أو شظايا فى الأعضاء الداخلية حيث أن الشظايا التى تطلقها القنابل لا تظهر بالأشعة السينية.

وقال الشرطي صبري عليوة أنه وبتاريخ 27 ديسمبر 2009 تعرض للإصابة بعدة شظايا فى جميع أنحاء جسمه مع رشح فى المخ نتيجة إصابته بشظية فى الرأس وذلك أثناء تواجده لمتابعة دورة تنشيطية لأفراد شرطة المرور والنجدة بمقر عرفات للشرطة، وقال أن عدد أفراد الدورة التنشيطية كان فى ذلك اليوم 53 شرطياً استشهد منهم 51 شرطي وأصيب اثنين آخرين نتيجة قصف المقر بمختلف أنواع الصورايخ التى أطلقتها طائرات الاستطلاع وطائرات الأباتشي وطائرات F16 الإسرائيلية.

وعلى الرغم من شح المعلومات المتوفرة حول أضرار ومخاطر استخدام متفجرات (DIME ) إلا أن الدراسة العلمية التى أعدها الباحثون فى معهد بحوث الإشعاع البيولوجي للقوات المسلحة فى ولاية (ميرلاند) الأمريكية أكدت على أن معدل الإصابة (بسرطان الأورام الغرنية للعضلات المخططة) وصل إلى100% بالنسبة للأشخاص المتأثرين بالشظايا الناتجة عن الخليط (H.M.T.A ) الموجودة فى قنابل (DIME ) حيث أن هذه الشظايا تستقر فى الأنسجة المتأثرة، وتشير تجربة علمية أخرى أجريت فى الولايات المتحدة الأمريكية إلى احتمال وجود ارتباط بين التعرض لمعدن التنجستن وارتفاع مخاطر الإصابة بسرطان اللوكيميا.

وبحسب نتائج الدراسة التى توصلت إليها new weapons committee فإن عنصر التنجستن وأشباهه يحدث تسمم جيني ويشتبه في أنه يحدث تسمم للأجنة كذلك، أما إن وجد التنجستن في تركيز منخفض، فإنه يؤثر على جهاز التنفس والجهاز العصبي. وقد وجدت الدراسات العلمية أن خليط (HMTA ) الذي يدخل فى تركيب قذائف (DIME ) سام كيميائياً ويؤذى جهاز المناعة ويسرع فى الإصابة بالسرطان ويهاجم خلايا الحمض النووي
الــ DNA .



الآثار البيئية لاستخدام قنابل (DIME ):



أكد تقرير new weapons committee حول تسمم تربة قطاع غزة نتيجة تفجيرات 2009 على وجود تركيزات غير عادية للعناصر النادرة فى الطبيعة ومن أهمها التنجستن والكوبالت التى تدخل فى تركيب وإنتاج قنابل (DIME ) وبحسب النتائج التى خلصت إليها البعثة فإن نسبة التنجستن فى تربة غزة أعلى بحوالي (20- 42) من المعدل الطبيعي، ويعد التنجستن من العناصر النادرة فى الطبيعة كما وأن نسبة عنصر الكوبالت أعلى بخمس مرات من المعدل الطبيعي الأمر الذي يشير إلى تلوث المياه والتربة والزراعة فى غزة، كما وأن دورة حياة المواد المشعة مثل اليورانيوم المنضب قد تصل إلى ملايين السنوات ووجود مثل هذه المواد فى تركيب الأسلحة المستخدمة ضد المدنيين فى غزة تظهر آثاره السلبية على الإنسان والنبات والحيوان على المدى المتوسط والبعيد في شكل خلل جيني وتشوهات خلقية وأمراض سرطانية.