لقدسمدينة عربية النشأة، سكنها العرب اليبوسيون قبل خمسة آلاف سنة، حيث يعتبرهؤلاْء أول من أسس المدينة المقدسة حيث سموها (يبوس) في حوالي عام (3000)ق. م أي قبل نحو خمسة آلاف عام.
فهي إذن - وكما سنثبت لاحقاً - عربيةالمنشأ والتطور وقد قدم إليها العرب الساميون في هجرتين كبيرتين : الأولىفي بداية الألف الثالث قبل الميلاد، والثانية في بداية الألف الثاني قبلالميلاد ، والمؤكد أنه عندما قدم اليهود إليها في القرن الثاني عشر قبلالميلاد كان الشعب الموجود أصلا شعبا عربيا أخذ منه الإسرائيليون لغتهومظاهر كثيرة من ديانته وحضارته.
ويرى (الفريد جيوم)Alfend Guillaume:
”إن الوعد الغامض المقطوع لأسباط إبراهيم بأرض الميعاد الممتدة من نهرمصر(النيل) إلى النهر الكبير (الفرات) ] سفر التكوين] [18:15 هو وعد قطعهالله لنسل إبراهيم في جميع أرجاء المعمورة، قبل مولد إسماعيل وإسحاق. وعلىذلك فهو وعد مقطوع للعرب واليهود، من أبناء إبراهيم جميعا، ولم يقطع بأنأرض الكنعانيين هي لليهود وحدهم، أولئك الذين لم تعمر لهم الدولة “.
ويقولالعلامة بريستد ” إن بني إسرائيل ( قوم موسى ) عندما جاؤوا إلى بلاد كنعان، كانت المدن الكنعانية ذات حضارة قديمة فيها كثير من أسباب الراحة وحكومةوصناعة وتجارة وديانة .
ولم يقم لليهود كيان سياسي في المنطقة أكثر منسبعين عاما على عهد النبيان داود وسليمان عليهما السلام . هذا بينما ظلتالمنطقة دائما أرضاً عربية، عريقة في عروبتها .
وقد حافظت فلسطينأو القدس على كيانها العربي سنين عددا .. ولقد ظلت أزماناً تحافظ علىوحدتها وتضعف أزماناً أخرى ولكن حياة العرب فيها من الكنعانين لم تختف بماوقع لها من غزوات العبرانيين أو الفرس أو اليونان أو الرومان. وكل ما فيالأمر أنها بلاد قد تداولتها أيدي الغزاة، دون أن تفقد أهلها وأصحابها.
اعتراف التوراة
أرضفلسطين باعتراف التوراة ذاتها كانت أرض غربة بالنسبة إلى آل إبراهيم وآلإسحق وآل يعقوب إذ كانوا مغتربين في أرض فلسطين بين الكنعانيين سكانهاالأصليين .
وتؤكد لنا التوراة غربة اليهود عن القدس، في سفر القضاة11:19 و 13 تجد قصة رجل غريب وفد مع جماعة له إلى مشارف (يبوس) “.. وفيماهم عند يبوس والنهار قد انحدر جدا، قال الغلام لسيده :
«تَعَالَنَمِيلُ إِلَى مَدِينَةِ الْيَبُوسِيِّينَ هذِهِ وَنَبِيتُ فِيهَا».فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: «لاَ نَمِيلُ إِلَى مَدِينَةٍ غَرِيبَةٍ حَيْثُلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ هُنَا. ”
«وَقَالَ ابْرَاهِيمُلِعَبْدِهِ كَبِيرِ بَيْتِهِ الْمُسْتَوْلِي عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لَهُ:«ضَعْ يَدَكَ تَحْتَ فَخْذِي 3 فَاسْتَحْلِفَكَ بِالرَّبِّ الَهِالسَّمَاءِ وَالَهِ الأرض إن لا تَاخُذَ زَوْجَةً لِابْنِي مِنْ بَنَاتِالْكَنْعَانِيِّينَ الَّذِينَ انَا سَاكِنٌ بَيْنَهُمم 4 بَلْ إلى ارْضِيوَالَى عَشِيرَتِي تَذْهَبُ وَتَاخُذُ زَوْجَةً لِابْنِي اسْحَاقَ ».( تك، 4-3 : 24 )
وهذا يؤكد أن ابراهيم عليه السلام كان غريبا فردا في أرضكنعان ألم يكن بإمكانه فيما لو كان هناك يهود من عشيرته تزويج ولده منإحدى بناتهم بدلا من إرسال عبده إلى أرام النهرين لجلب عروس لابنه من هناكفلا يفرح بزواج ولده الوحيد ؟ .
هل من مزيد ؟!! تقول نصوص التوراة :
« وَتَغَرَّبَ إبراهيم فِي ارْضِ الْفَلَسْطِينِيِّينَ أياماً كَثِيرَةً ».( تك ، 34 : 21 ) .
« وَسَكَنَ يَعْقُوبُ فِي ارْضِ غُرْبَةِ أبيه فِي ارْضِ كَنْعَانَ» ( تك ، 1 : 37 ) .
«وَجَاءَ يَعْقُوبُ إلى إسحاق أبيه إلى مَمْرَا قَِرْيَةِ أربع (الَّتِيهِيَ حَبْرُونُ) حَيْثُ تَغَرَّبَ إبراهيم وإسحاق». ( تك ، 27 : 35 ) .
ويقولغوستاف لوبون : … غير أن استقرار العبريين بفلسطين تم بالتدريج على مانرى، فالعبريون قضوا زمناً طويلاً ليكون لهم سلطان ضئيل في فلسطين لا أنيكونوا سادتها. ويضيف : وفي فلسطين كان يعيش اليبوسيون …، وكان السلطان فيفلسطين للفلسطينيين … ، وكان ذلك حتى عهد داود .
ولم تكن لهؤلاء اليهودلغة، أو ثقافة، أو حضارة خاصة بهم، وإنما كانوا يقومون على تراث كنعانيبحت كما تؤكد لنا ذلك الأحداث التاريخية. وهكذا بقيت القدس، بل كل فلسطين،>كنعانية في ثقافتها، وفي حضارتها، ولغته
والقدس خالصة العروبة أبداوأزلا وما وجود اليهود فيها إلا فترة انتقالية تمثل سبعين عاما فقط أوسبعة وتسعين عاما على عهد داود وسليمان عليهما السلام .
والقدس من أقدم مدن الأرض، وهى أقدم من بابل ونينوى، وليس أقدم منها إلا (اون) أو (ايوتو)
وقدسكن البشر مدينة القدس منذ القدم، ويؤيد ذلك ما ورد في الصحيحين من حديثأبي ذر رضي الله عنه، قال : “قلت، يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرضأولاً؟ قال : المسجد الحرام، قلت: ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى، قلت : كمبينهما؟ قال : أربعون سنة “( ) .
وفي أواخر العصر الحجري النحاسي أينحو عام (3000) ق.م بدأت مقدمات الهجرات السامية تتحرك من الجزيرة العربيةباتجاه فلسطين ومختلف بلاد الشام ، ومن هذه الهجرات (الأمورية، الكنعانية)التي سكنت فلسطين، ومن قبائلهم اليبوسيون الذين سكنوا القدس وما حولها.
القدس في عهد اليبوسيين ( 3000 ق. م ) :
اليبوسيونبناة القدس الأولون، وهم بطن من بطون العرب نشئوا في صميم الجزيرة العربيةوترعرعوا في أرجائها ثم نزحوا مع من نزح من القبائل الكنعانية واستوطنواأرض القدس، حيث دعيت في عهدهم يبوس، والقرن الذي بدأ فيه البناء الأولللقدس يقع ضمن “العصر البرونزي. وكان لليبوسيين حكومة ذات نظام، لهاكيانها، وبنوا سورا حولها وقلاعا وحصوناً فيها.
ومن أشهر ملوكهم،ملكي صادق، وسالم اليبوسي، وهو الملك الذي عرف أنه بذل جهدا كبيرا فيتوسعة عمران المدينة، فقد بنى قلعة حصينة على الرابية الجنوبية الشرقية منيبوس سميت حصن يبوس والذي يعد أقدم بناء في مدينة القدس، كما أقام من حولهالأسوار، وبرجاً عالياً، وعرف حصن يبوس فيما بعد بحصن صهيون، ويعرف الجبلالذي أقيم عليه الحصن بجبل صهيون، وكانت يبوس في عهده محصنة تماما حتىأنها صمدت أمام بني إسرائيل.
وآدوني صادق، وهو الملك اليبوسي الذي ترأسحلفا من أربعة ملوك للتصدي للغزو العبراني لمدن فلسطين بزعامة يشوع، لكنيشوع استطاع أن ينزل الهزيمة بالحلفاء دون أن يتمكن من احتلال المدينة.واستغل العبرانيون ضعف اليبوسيين وتفرق كلمتهم، فغزوا المدينة، مما جعلحاكمها عبدي خيبا Abdi Khipa إلى طلب العون من فرعون مصر أخناتون ليحميهمن العبرانيين، مما جعل ذلك سببا لخضوع القدس فترة من الزمن للفراعنةالمصريين.
وقد هاجر الكنعانيون بسبب الجفاف والقحط من الجزيرةالعربية باتجاه بلاد الشام في الألف الرابع قبل الميلاد، ويبدو أن اختيارالقدس للسكنى من قبلهم رغم قلة مائها ووعورة أرضها كان بسبب مجاورتهاالمنطقة التي يقع عليها المسجد الأقصى
وقد توصل الآثاريون الذين أجرواتنقيبات في بعض المدن التي تحمل أسماء كنعانية أصيلة مثل أريحا إلى إرجاعتاريخها إلى ما قبل سبعة آلاف عام وهذا ما حمل بعضهم على اعتبارها أقدممدينة في العالم ماتزال باقية حتى الآن
وأقام الكنعانيون داخل بلادالشام وجنوبها الشرقي (شرقي الأردن) إضافة إلى جنوب فلسطين وساحلهاوجنوبها الغربي. وعرفت المنطقة التي نزلت بها القبائل الكنعانية باسم (أرضكنعان)، وشملت الشريط الساحلي الممتد من صيدا وحتى غزة، ومن الساحل الغربيإلى البحر الميت شرقاً، ومن بحيرة طبريا شمالاً إلى بئر السبع جنوباً
وكانالكنعانيون ينقسمون إلى قبائل متعددة، اتخذت كل واحدة منها مكاناً خاصاًنزلت فيه، دون أن تتمكن من إقامة دولة موحدة، إلا أنها كانت على جانب كبيرمن الحضارة والمدنية ؛ فكان الكنعانيون أول من اكتشف النحاس الطري ، ثماهتدوا إلى الجمع بين النحاس والقصدير في انتاج البرونز ، وبذلك كانواالسبّاقين في استخدام صناعة التعدين والأرجح أن لغتهم كانت في الأصل اللغةالتي اعتبرت أقرب لغة إلى أم اللغات ، اللغة العربية القديمة التي كانيتكلم بها أهل الجزيرة قبل هجرتهم إلى الهلال الخصيب ، ثم تفرعت منهامختلف اللهجات المتأخرة .
وتبرز الدراسات التاريخية، بأن قبيلة (يبوس) تعد أول من سكن مدينة القدس وما حولها، وكان ذلك سنة (3000 ) قبل الميلاد .
وعلىالرغم أن الكنعانيين عبدوا عدة آلهة في الإطار العام، وتأثروا بالديانةوالثقافة البابلية الخ ، إلا أن الدلائل تؤكد على أنهم اعتقدوا بالتوحيدومارسوا هذه العقيدة .
فلم تكن أخلاق الكنعانيين مهيأة للغزو والتقتيل. كانت ديانتهم وملاحمهم وآدابهم تدور حول أبوة الواحد ( إيل ) ومن صفاتهأنه السيد ( بعل ) و( أدون ) كما نقول نحن ” الخالق الجبار ، الخ .
وأشارتروايات التوراة إلى أن ملكي صادق، اعتقد هو وجماعته بالله الواحد العليمالك السماوات والأرض، واتخذ من بقعة الحرم القدسي الشريف معبداً له، وقدمذبائحه على موضع الصخرة المشرفة، وقد مجدته التوراة، كما مجده الإنجيلباعتبار أنه أول من قدس الحرم الشريف ووصفاه بأنه (كاهن الله العلي) .وبذلك يكون العرب الكنعانيون أقدم من قدس هذه البقعة وتعبد فيها، وذلك قبلأن يقوم سليمان بن داود ببناء هيكله بما يقرب من ألف سنة.
وهذايفسر لنا ما أثبتته الحفريات وذكره المحدثون من أن بناء سليمان كان علىأساس قديم، فقال صاحب الأنس:”وهـذه الأقـوال تدل على أن بناء داود وسليمانإياه إنما كان على أساس قديم، لا أنهما المؤسسان له بل مجددان “كما ذكركعب الأحبارالذي كان من علماء اليهود ثم أسلم- ” إن سليمان بنى هيكل بيتالمقدس على أساس قديم
وتدل الدراسات التاريخية والأثرية أن الكنعانيينلم ينقطع نسلهم في فلسطين مع كثرة الأجناس التي تعاقبت على السكن فيها،فقط ظلوا فيها حاكمين ومحكومين يشكلون سواد السكان بعد اندماجهم معالمسلمين وإن كان اسمهم قد غاب في التاريخ .
وهكذا كاناليبوسيون الكنعانيون أقدم من استقر في فلسطين، وأسسوا “حضارة فلسطينالقديمة فيها وبقيت بيت المقدس كنعانية عربية يبوسية، ثم تعرضت لغزوالعبرانيين، بعد نحو ألفي سنة، أي في نحو سنة (1000) ق.م.
وهذا يبين أن القدس لم تكن يهودية، بل كان هؤلاء طارئين عليها، وقد كانوا يشعرون بالغربة فيها، وإزاءها.
فهي إذن - وكما سنثبت لاحقاً - عربيةالمنشأ والتطور وقد قدم إليها العرب الساميون في هجرتين كبيرتين : الأولىفي بداية الألف الثالث قبل الميلاد، والثانية في بداية الألف الثاني قبلالميلاد ، والمؤكد أنه عندما قدم اليهود إليها في القرن الثاني عشر قبلالميلاد كان الشعب الموجود أصلا شعبا عربيا أخذ منه الإسرائيليون لغتهومظاهر كثيرة من ديانته وحضارته.
ويرى (الفريد جيوم)Alfend Guillaume:
”إن الوعد الغامض المقطوع لأسباط إبراهيم بأرض الميعاد الممتدة من نهرمصر(النيل) إلى النهر الكبير (الفرات) ] سفر التكوين] [18:15 هو وعد قطعهالله لنسل إبراهيم في جميع أرجاء المعمورة، قبل مولد إسماعيل وإسحاق. وعلىذلك فهو وعد مقطوع للعرب واليهود، من أبناء إبراهيم جميعا، ولم يقطع بأنأرض الكنعانيين هي لليهود وحدهم، أولئك الذين لم تعمر لهم الدولة “.
ويقولالعلامة بريستد ” إن بني إسرائيل ( قوم موسى ) عندما جاؤوا إلى بلاد كنعان، كانت المدن الكنعانية ذات حضارة قديمة فيها كثير من أسباب الراحة وحكومةوصناعة وتجارة وديانة .
ولم يقم لليهود كيان سياسي في المنطقة أكثر منسبعين عاما على عهد النبيان داود وسليمان عليهما السلام . هذا بينما ظلتالمنطقة دائما أرضاً عربية، عريقة في عروبتها .
وقد حافظت فلسطينأو القدس على كيانها العربي سنين عددا .. ولقد ظلت أزماناً تحافظ علىوحدتها وتضعف أزماناً أخرى ولكن حياة العرب فيها من الكنعانين لم تختف بماوقع لها من غزوات العبرانيين أو الفرس أو اليونان أو الرومان. وكل ما فيالأمر أنها بلاد قد تداولتها أيدي الغزاة، دون أن تفقد أهلها وأصحابها.
اعتراف التوراة
أرضفلسطين باعتراف التوراة ذاتها كانت أرض غربة بالنسبة إلى آل إبراهيم وآلإسحق وآل يعقوب إذ كانوا مغتربين في أرض فلسطين بين الكنعانيين سكانهاالأصليين .
وتؤكد لنا التوراة غربة اليهود عن القدس، في سفر القضاة11:19 و 13 تجد قصة رجل غريب وفد مع جماعة له إلى مشارف (يبوس) “.. وفيماهم عند يبوس والنهار قد انحدر جدا، قال الغلام لسيده :
«تَعَالَنَمِيلُ إِلَى مَدِينَةِ الْيَبُوسِيِّينَ هذِهِ وَنَبِيتُ فِيهَا».فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: «لاَ نَمِيلُ إِلَى مَدِينَةٍ غَرِيبَةٍ حَيْثُلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ هُنَا. ”
«وَقَالَ ابْرَاهِيمُلِعَبْدِهِ كَبِيرِ بَيْتِهِ الْمُسْتَوْلِي عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لَهُ:«ضَعْ يَدَكَ تَحْتَ فَخْذِي 3 فَاسْتَحْلِفَكَ بِالرَّبِّ الَهِالسَّمَاءِ وَالَهِ الأرض إن لا تَاخُذَ زَوْجَةً لِابْنِي مِنْ بَنَاتِالْكَنْعَانِيِّينَ الَّذِينَ انَا سَاكِنٌ بَيْنَهُمم 4 بَلْ إلى ارْضِيوَالَى عَشِيرَتِي تَذْهَبُ وَتَاخُذُ زَوْجَةً لِابْنِي اسْحَاقَ ».( تك، 4-3 : 24 )
وهذا يؤكد أن ابراهيم عليه السلام كان غريبا فردا في أرضكنعان ألم يكن بإمكانه فيما لو كان هناك يهود من عشيرته تزويج ولده منإحدى بناتهم بدلا من إرسال عبده إلى أرام النهرين لجلب عروس لابنه من هناكفلا يفرح بزواج ولده الوحيد ؟ .
هل من مزيد ؟!! تقول نصوص التوراة :
« وَتَغَرَّبَ إبراهيم فِي ارْضِ الْفَلَسْطِينِيِّينَ أياماً كَثِيرَةً ».( تك ، 34 : 21 ) .
« وَسَكَنَ يَعْقُوبُ فِي ارْضِ غُرْبَةِ أبيه فِي ارْضِ كَنْعَانَ» ( تك ، 1 : 37 ) .
«وَجَاءَ يَعْقُوبُ إلى إسحاق أبيه إلى مَمْرَا قَِرْيَةِ أربع (الَّتِيهِيَ حَبْرُونُ) حَيْثُ تَغَرَّبَ إبراهيم وإسحاق». ( تك ، 27 : 35 ) .
ويقولغوستاف لوبون : … غير أن استقرار العبريين بفلسطين تم بالتدريج على مانرى، فالعبريون قضوا زمناً طويلاً ليكون لهم سلطان ضئيل في فلسطين لا أنيكونوا سادتها. ويضيف : وفي فلسطين كان يعيش اليبوسيون …، وكان السلطان فيفلسطين للفلسطينيين … ، وكان ذلك حتى عهد داود .
ولم تكن لهؤلاء اليهودلغة، أو ثقافة، أو حضارة خاصة بهم، وإنما كانوا يقومون على تراث كنعانيبحت كما تؤكد لنا ذلك الأحداث التاريخية. وهكذا بقيت القدس، بل كل فلسطين،>كنعانية في ثقافتها، وفي حضارتها، ولغته
والقدس خالصة العروبة أبداوأزلا وما وجود اليهود فيها إلا فترة انتقالية تمثل سبعين عاما فقط أوسبعة وتسعين عاما على عهد داود وسليمان عليهما السلام .
والقدس من أقدم مدن الأرض، وهى أقدم من بابل ونينوى، وليس أقدم منها إلا (اون) أو (ايوتو)
وقدسكن البشر مدينة القدس منذ القدم، ويؤيد ذلك ما ورد في الصحيحين من حديثأبي ذر رضي الله عنه، قال : “قلت، يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرضأولاً؟ قال : المسجد الحرام، قلت: ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى، قلت : كمبينهما؟ قال : أربعون سنة “( ) .
وفي أواخر العصر الحجري النحاسي أينحو عام (3000) ق.م بدأت مقدمات الهجرات السامية تتحرك من الجزيرة العربيةباتجاه فلسطين ومختلف بلاد الشام ، ومن هذه الهجرات (الأمورية، الكنعانية)التي سكنت فلسطين، ومن قبائلهم اليبوسيون الذين سكنوا القدس وما حولها.
القدس في عهد اليبوسيين ( 3000 ق. م ) :
اليبوسيونبناة القدس الأولون، وهم بطن من بطون العرب نشئوا في صميم الجزيرة العربيةوترعرعوا في أرجائها ثم نزحوا مع من نزح من القبائل الكنعانية واستوطنواأرض القدس، حيث دعيت في عهدهم يبوس، والقرن الذي بدأ فيه البناء الأولللقدس يقع ضمن “العصر البرونزي. وكان لليبوسيين حكومة ذات نظام، لهاكيانها، وبنوا سورا حولها وقلاعا وحصوناً فيها.
ومن أشهر ملوكهم،ملكي صادق، وسالم اليبوسي، وهو الملك الذي عرف أنه بذل جهدا كبيرا فيتوسعة عمران المدينة، فقد بنى قلعة حصينة على الرابية الجنوبية الشرقية منيبوس سميت حصن يبوس والذي يعد أقدم بناء في مدينة القدس، كما أقام من حولهالأسوار، وبرجاً عالياً، وعرف حصن يبوس فيما بعد بحصن صهيون، ويعرف الجبلالذي أقيم عليه الحصن بجبل صهيون، وكانت يبوس في عهده محصنة تماما حتىأنها صمدت أمام بني إسرائيل.
وآدوني صادق، وهو الملك اليبوسي الذي ترأسحلفا من أربعة ملوك للتصدي للغزو العبراني لمدن فلسطين بزعامة يشوع، لكنيشوع استطاع أن ينزل الهزيمة بالحلفاء دون أن يتمكن من احتلال المدينة.واستغل العبرانيون ضعف اليبوسيين وتفرق كلمتهم، فغزوا المدينة، مما جعلحاكمها عبدي خيبا Abdi Khipa إلى طلب العون من فرعون مصر أخناتون ليحميهمن العبرانيين، مما جعل ذلك سببا لخضوع القدس فترة من الزمن للفراعنةالمصريين.
وقد هاجر الكنعانيون بسبب الجفاف والقحط من الجزيرةالعربية باتجاه بلاد الشام في الألف الرابع قبل الميلاد، ويبدو أن اختيارالقدس للسكنى من قبلهم رغم قلة مائها ووعورة أرضها كان بسبب مجاورتهاالمنطقة التي يقع عليها المسجد الأقصى
وقد توصل الآثاريون الذين أجرواتنقيبات في بعض المدن التي تحمل أسماء كنعانية أصيلة مثل أريحا إلى إرجاعتاريخها إلى ما قبل سبعة آلاف عام وهذا ما حمل بعضهم على اعتبارها أقدممدينة في العالم ماتزال باقية حتى الآن
وأقام الكنعانيون داخل بلادالشام وجنوبها الشرقي (شرقي الأردن) إضافة إلى جنوب فلسطين وساحلهاوجنوبها الغربي. وعرفت المنطقة التي نزلت بها القبائل الكنعانية باسم (أرضكنعان)، وشملت الشريط الساحلي الممتد من صيدا وحتى غزة، ومن الساحل الغربيإلى البحر الميت شرقاً، ومن بحيرة طبريا شمالاً إلى بئر السبع جنوباً
وكانالكنعانيون ينقسمون إلى قبائل متعددة، اتخذت كل واحدة منها مكاناً خاصاًنزلت فيه، دون أن تتمكن من إقامة دولة موحدة، إلا أنها كانت على جانب كبيرمن الحضارة والمدنية ؛ فكان الكنعانيون أول من اكتشف النحاس الطري ، ثماهتدوا إلى الجمع بين النحاس والقصدير في انتاج البرونز ، وبذلك كانواالسبّاقين في استخدام صناعة التعدين والأرجح أن لغتهم كانت في الأصل اللغةالتي اعتبرت أقرب لغة إلى أم اللغات ، اللغة العربية القديمة التي كانيتكلم بها أهل الجزيرة قبل هجرتهم إلى الهلال الخصيب ، ثم تفرعت منهامختلف اللهجات المتأخرة .
وتبرز الدراسات التاريخية، بأن قبيلة (يبوس) تعد أول من سكن مدينة القدس وما حولها، وكان ذلك سنة (3000 ) قبل الميلاد .
وعلىالرغم أن الكنعانيين عبدوا عدة آلهة في الإطار العام، وتأثروا بالديانةوالثقافة البابلية الخ ، إلا أن الدلائل تؤكد على أنهم اعتقدوا بالتوحيدومارسوا هذه العقيدة .
فلم تكن أخلاق الكنعانيين مهيأة للغزو والتقتيل. كانت ديانتهم وملاحمهم وآدابهم تدور حول أبوة الواحد ( إيل ) ومن صفاتهأنه السيد ( بعل ) و( أدون ) كما نقول نحن ” الخالق الجبار ، الخ .
وأشارتروايات التوراة إلى أن ملكي صادق، اعتقد هو وجماعته بالله الواحد العليمالك السماوات والأرض، واتخذ من بقعة الحرم القدسي الشريف معبداً له، وقدمذبائحه على موضع الصخرة المشرفة، وقد مجدته التوراة، كما مجده الإنجيلباعتبار أنه أول من قدس الحرم الشريف ووصفاه بأنه (كاهن الله العلي) .وبذلك يكون العرب الكنعانيون أقدم من قدس هذه البقعة وتعبد فيها، وذلك قبلأن يقوم سليمان بن داود ببناء هيكله بما يقرب من ألف سنة.
وهذايفسر لنا ما أثبتته الحفريات وذكره المحدثون من أن بناء سليمان كان علىأساس قديم، فقال صاحب الأنس:”وهـذه الأقـوال تدل على أن بناء داود وسليمانإياه إنما كان على أساس قديم، لا أنهما المؤسسان له بل مجددان “كما ذكركعب الأحبارالذي كان من علماء اليهود ثم أسلم- ” إن سليمان بنى هيكل بيتالمقدس على أساس قديم
وتدل الدراسات التاريخية والأثرية أن الكنعانيينلم ينقطع نسلهم في فلسطين مع كثرة الأجناس التي تعاقبت على السكن فيها،فقط ظلوا فيها حاكمين ومحكومين يشكلون سواد السكان بعد اندماجهم معالمسلمين وإن كان اسمهم قد غاب في التاريخ .
وهكذا كاناليبوسيون الكنعانيون أقدم من استقر في فلسطين، وأسسوا “حضارة فلسطينالقديمة فيها وبقيت بيت المقدس كنعانية عربية يبوسية، ثم تعرضت لغزوالعبرانيين، بعد نحو ألفي سنة، أي في نحو سنة (1000) ق.م.
وهذا يبين أن القدس لم تكن يهودية، بل كان هؤلاء طارئين عليها، وقد كانوا يشعرون بالغربة فيها، وإزاءها.
السبت مارس 26, 2016 2:20 am من طرف 2ananabac55
» Hack Texas HoldEm Poker
الأحد ديسمبر 21, 2014 10:30 pm من طرف yousef
» برنامج زيادة المال في لعبة Texas HoldEm Poker
الخميس فبراير 27, 2014 4:27 am من طرف nxh1910
» طريقة لزيادة الرصيد في بوكر الفيسبوك , اسهل طريقة لزيادة الشبس في لعبة البوكر
الأربعاء فبراير 12, 2014 4:12 am من طرف محمد حكيم
» برنامج زيادة النقاط وزيادة النقود في لعبة كنتري لايف country life
السبت فبراير 08, 2014 6:18 am من طرف sezer999
» طريقة استخراج الكنوز والدفائن
السبت نوفمبر 16, 2013 6:38 am من طرف zeidan
» اكتشاف13 مدفنا محفورة بالصخر الجيري في منطقة حوارة باربد
الخميس نوفمبر 07, 2013 7:45 am من طرف zeidan
» الدفائن والكنوز اليهودية
الخميس نوفمبر 07, 2013 7:01 am من طرف zeidan
» برنامج زيادة رصيد البوكر , الحصول على رصيد بالبوكر بالملاين
الإثنين سبتمبر 23, 2013 1:03 pm من طرف basemo
» برنامج الغش في لعبة Millionaire City مليونير المدينة في الفيسبوك facebook
السبت أغسطس 03, 2013 11:51 am من طرف ALJOKAR08
» تعرفة الخطوط الجديدة لمشتركي زين
الأربعاء مايو 01, 2013 4:03 pm من طرف علاء المنير
» برنامج زيادة الطاقة و زيادة المال في لعبة Empires & Allies
الجمعة أبريل 12, 2013 12:25 am من طرف csc
» ما هو ( اندرويد ) ؟
الخميس مارس 07, 2013 6:44 am من طرف xxxfares
» عندما يكون الاشيء شيء
الإثنين يناير 14, 2013 12:32 am من طرف منى اللوزي
» كلمات سر امبايرز اند اليز
الجمعة يناير 11, 2013 5:54 am من طرف السفاح الابيض
» الصمت الصامت
الخميس يناير 10, 2013 7:00 am من طرف نشأت حداد
» برنامج زيادة الطاقة و زيادة المال في لعبة Empires & Allies
الخميس ديسمبر 20, 2012 11:53 am من طرف سمرة
» مبارك يواجه مصيره
الخميس ديسمبر 20, 2012 11:47 am من طرف سمرة
» لماذا نتألم
السبت سبتمبر 01, 2012 5:43 am من طرف لولو
» حقائق راسخة مغلوطة
السبت سبتمبر 01, 2012 5:32 am من طرف لولو