الغائب الحاضر ......العندليب

ماذا نريد من عبدالحليم حافظ في ذكراه القادمة والتي تخترق الأيام والسنين وكأنها تحدث اليوم جديدة طرية وكأننا نودعه هذه الساعة؟
نريد أن نقرأ أخباراً عن أن بلداً عربياً بادر بفتح مدرسة موسيقية تحمل اسم العندليب.
نريد أن نقرأ أخباراً عن مصر قررت أن تطلق إذاعة خاصة تذيع فيها أغاني عبدالحليم بالتسلسل التاريخي كي تسهم في بناء الذوق العربي من جديد وليتمكن عشاقه أن يبنوا لهم مكاتب موسيقية جديدة تضاف إلى مدخراتهم القديمة التي مضى عليها أكثر من ثلاثين عاماً.
نريد أن نقرأ في العام القادم عن تنظيم معارض مختلفة لعبدالحليم.. تراثه أدواته الخاصة ممتلكاته أشياؤه الثمينة مقاعده التي جلس عليها .. نريد أن يكون هناك خبر واحد عن الأغاني السياسية لعبدالحليم.
نأمل أن تتحد الجمعيات الخاصة والعامة لعبدالحليم في الوطن العربي لتقدم مهرجاناً فنياً غنائياً كبيراً يشارك فيه من عاصره وسانده ومثّل معه وعرفه من بعد وقرب لتكون المناسبة مستمرة تخترق عقول الأجيال وتؤثر فيها.
اليوم بالذات يبدأ النواح الخاص والتذكر والعودة إلى الوراء وهذا بالطبع لايفيد الثقافة الفنية والغنائية فالبكاء والنحيب خاص بحت لكن الذي يفيد البحث عن إجابات لتلك الحوارات الضائعة والتي لا نريد لها ضياعاً أكثر في ظل نمو الموج الغنائي السائد والعقيم.
مثلما نريد من العندليب الشيء الكثير هو يريد منا القليل جداً مما كسبناه منه.
والآن من أغلق سمعه وبصره عن سماع ومشاهدة الفن التافه في هذه الأيام؟.
قد لا أتدخل في خصوصيات الناس واخترق أذواقهم لكن بالإمكان أن أقول لو سُألت هل تسمع شيئاً جديداً من أغنيات وتشاهد فناً سينمائياً؟.
بالطبع سأقول نعم فلدي الكثير من تراث عبدالحليم لم ينضب بعد وكل يوم أستمع لأغانيه القديمة والحديثة والوطنية وأحتاج ليوم كامل وسهرة كي أغوص من جديد فيه.. إن لم يتجدد في قلوب الآخرين هو عندي لم يقف.. وإن لم يعجب البعض هو بالنسبة لي عالم من المحيطات والنجوم والأقمار والبشر.
عبدالحليم حافظ.. الغائب الحاضر والحاضر الغائب لا يزال هو السائح والمتمرد على القديم والمتجدد في المعاني والقابع في العيون.. أنا لا أسمع غيره وقد أغلقت النوافذ والمنزل على أي فن غيره بما فيها السيارة والمكتب والكتابة..العندليب حيّ في الذاكرة وعلى من يعنيهم الأمر النظر بتأمل لما أسلفنا ذكره فانت إن أردت تعليم ابنك الكلام الجميل علّمه.. المسئولية وإحنا الشعب والفوازير ومطالب شعب والسد العالي والوطن الأكبر.. علّمه الحرية والاشتراكية والمبادئ الوطنية الخالدة.. علّمه أهواك وتخونوه وموعود وزي الهوا وحبيبتي من تكون ويا مالكاً قلبي .. ورسالة من تحت الماء.. وقارئة الفنجان على فكرة هذه آخر ماغناه عبدالحليم عمرها اليوم منذ عام 1977 وحتى اليوم (33) سنة وعندما نسمعها نعتقد أن العندليب يقدم قارئة الفنجان من جديد.
قد نتعلم الكثير من العندليب.. إن كنا على استعداد لأن نتعلم ..فالطفل اليتيم المصاب بالبلهارسيا والذي ظل ينزف فوق المسرح وفي الأفلام هو نفسه عبدالحليم الذي اسعدنا طوال تلك السنين وحرّك ضمير الأمة العربية من المحيط إلى الخليج العربي لكن للأسف هنا في هذا الوطن المترامي الأطراف لم يتحرك ضميره بعد ونام خلف عبدالحليم بينما قام العندليب يغرد من القبر.
إلى الملتقى في مارس من عام (2011).

أخي بالنسبه لي أول مره اسمع بهيك كلام لكن سأحول ان اتحقق من صحته