أشهر محتال فى التاريخ !!

أشهر محتال فى التاريخ !!



من المؤكد أن عدداً قليلاً للغاية من القراء ، سيتعرفون صاحب هذا الاسم فور قرائته ..
إنه (ستانلى كليفورد وايمان )

الواقع ان (وايمان) هذا كان ظاهرة مثيرة فى اوائل القرن الماضى !
فقد ظهر فى قاعات الأمم المتحدة وهو يحمل اوراق اعتماد مزورة تمنحه صفة مراسل صفحى فى الأمم المتحدة ، وسرعان ما اكتسب صداقة الجميع بلباقته واجادته لعدد كبير من اللغات اجادة تامة ، وصار صديقا شخصيا ل ( اندريه جروميكو) ممثل روسيا ، وتطورت علاقته بمندوب تايلاند ( وان ويثايكون ) حتى انه ارسل يطلب من الحكومة الأمريكية تعيينه فى القسم الديبلوماسي الأمريكى فى تايلاند ، وعندما فحص الأمريكيون ملفه اتسعت عيونهم فى ذهول فقد كشفوا انه يملك ملفا حافلا بالسوابق المريعة ، فتم عزله وابعاده عن الأمم المتحدة تماما ..
ويبدأ تاريخ وايمان بنشأته فى اسرة متوسطة الحال وبدا حياة الاحتيال وهو فى الحادية والعشرين ، فقد قام بانتحال شخصية وهمية اطلق عليها اسم ( القنصل الأمريكى فى المغرب )
ثم لم يلبث ان انتحل شخصية ( اميرال بحرى ) واستقل زورقا حربيا بمنتهى الجرأة الى بارجة حربية وراح يستعرض حرس الشرف مع قائدها ثم دعا ضباطها لتناول العشاء ووقع فاتورة العشاء فى فندق ( استوريا ) دون ان يطرف له جفن وارسلها الى قنصلية رومانيا فى واشنطن ، ولكن الفندق اعلن عن المادبة مزهوا وقرأ الأعلان احد رجال الشرطة و ..
ألقى القبض على وايمان مرة اخرى ، ولم يلبث ان خرج من السجن حتى انتحل شخصية رجل يدعى ( والتر ميتى ) واقلع الى بيرو ليتسلم وظيفة خاصة بهذا الأخير ، وراح ينفق هناك فى سخاء منقطع النظير محيلا كل الفواتير الى الشركة التى لم تلبث ان كشفت الأمر فطردته شر طردة ، وهنا بدا عملية احتيال كبرى ...

فاوهم اميرة افغانية انه مندوب رئيس الولايات المتحدة وتقاضى منها عشرة الاف دولار لمقابلة الرئيس وصحبها بالفعل الى رئيس الجمهورية فى اثناء احتفال عام وهو يرتدى زى اميرال فى البحرية مرة اخرى فى جراة يحسد عليها بالفعل ، والتقت الأميرة بالرئيس الذى راح وايمان يمازحه على نحو غير رسمى اثار دهشة جهازه الأمنى ، واكد للأميرة صلته بالرئيس حتى انها انصرفت راضية عن المقابلة غاية الرضا ، فى حين راح الجهاز الأمنى للرئيس يدرس الأمر حتى اوقع وايمان ، وبعدها لم يهدأ وايمان ، لقد تقمص شخصية مندوب وزارة الصحة الأمريكية واستقبل طبيبا نمساويا شهيرا فى استقبال رسمى وتحدث معه بالألمانية فى طلاقة ، ثم انتحل شخصية خبير فى اصلاح السجون ، وظهر اسمه كمحاضر فى مؤتمر للأمراض العقلية ، ثم امتلأت الصحف ببياناته الطبية عن ( يولا نجرى ) خطيبة الممثل الشهير ( رودلف فالنتينو) عند وفاة هذا الأخير واصابة يولا بأنهيار عصبى
اذ انتحل هو صفة طبيب فالنتينو الخاص ، ثم احرز وايمان انتصارا صحفيا حقيقيا عندما زارت ملكة رومانيا مدينة نيويورك ومنع حراسها اى صحفى من الاقتراب منها ولكن احد اصحاب الصحف لجأ الى وايمان وطلب منه اجراء حديث صحفى مع الملكة بوسائله الأحتيالية الخاصة .
فذهب وايمان الى الملكة منتحلا شخصية مسئول امن الفندق وقدم لها احترام وتقدير الفندق ثم راح يتحدث معها عن رأيها فى نيويورك والحياة فيها
وفى صباح اليوم التالى كانت اراؤها تحتل الصفحة الأولى من الجريدة ، وكان من الممكن ان يصبح وايمان صحفيا ناجحا بعد هذه الخبطة الصفحية ولكن يبدو ان الاحتيال كان يسرى فى دمه بالفعل ، فلقد انتحل بعدها شخصية محام ، ثم افتتح عيادة طبية فى نيويورك ، حتى القى القبض عليه فى الحرب العالمية الثانية وقضى سبع سنوات فى السجن خرج بعدها لينتحل شخصية الصحفى فى اروقة مبنى الأمم المتحدة ، وفى عام 1958 انقطعت اخبار وايمان تماما ، لم يدر مخلوق واحد ماذا اصابه ولا أية شخصية كان ينتحل عنده وفاته
ومن يدرى ؟؟
ربما شيعته دولة كاملة عند وفاته اذا ما كان قد مات وهو ينتحل شخصية مثلا .. رئيس جمهورية ..



المصدر:
كتابات دكتور نبيل فاروق