طرائف ونوادر القلم

طرائف ونوادر القلم




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



عن كتاب القلم لسان الحضارة

للكاتب محمد اجمد ابوزبيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



لم يقتصر الحديث عن القلم شعرا ً و نثرا ً, بل تعداه الى باب الطرائف والنوادر والملح الفريدة في وقعها ووصفها وتداولها بين الناس رغم شح حدوثها وندرتها ، ويروي ابو بكر محمد بن يحيى الصولي أن عبد الله بن المعتز جاء يوما ً الى استاذه ابن العباس احمد بن يحيى في المسجد الجامع ليسلم عليه , فقام له واجلسه مكانه , فداس ابن المعتز قلما فكسره , فلما جلس , قال لمن حوله (1):



لكفَي وتر عند رجلي لأنهـا اثارت قتيلا ما لأعظمه جبر
وهذا ينطوي على سرعة بديهته التي اثارت اعجاب الحضور , التي يشبه من خلالها القلم المكسور بالقتيل الذي لا يرتجى جبيرة لكسره , ودلالة ترمز فيها الى تقدير للقلم ومدحه وبيان قوة تاثيره، واهدى رجل الى ابراهيم بن المدير قلما ً, وكتب اليه : قد وجهت اليك اعزك بمفتاح العلوم , باد جمالها , تام كمالها , فهي كما قال الشاعر في وصف القلم (2) :



ليس فيها ما يقال لـه كملت لو ان ذا كمـلا



كل جزء من محاسنها كائن من حسنه مثـلا
ويروى عن احمد بن اسماعيل انه قال (3):أهدى مهد اقلاما ً وكتب ,( انه لما كانت الكتابة قوام الخلافة وزينة الرياسة , وعمود المملكة , واعظم الامور الجليلة غاية , احببت ان اتحفك من آلتها بما يخف عليك محمله , وتقل مع ذلك قيمته , ويكثر نفعه , ويصغر خطره , فبعثت إليك اقلاما من القصب النابت في الاعذاء , المغدوة بماء السماء , كاللآلئ المكنونة في الصدف , والشجار المحجوبة بالشدف ) .
ودخل على الرشيد اعرابي فأنشده أرجوزة , واسماعيل بن صبيح يكتب بين يديه كتابا ً, وكان احسن الناس حظا ً, واسرعهم يدا ً, فقال الرشيد للاعرابي , صف
هذا , فقال له : ما رأيته أطيش من قلمه , ولا اثبت من حلمه , ثم قال (1) :



لـه قلم بؤسي ونعمي كلاهمـا سحابتـه فـي الحالتيـن درور



يناجيك عما في ضميرك لحظة ويفتح باب النجح وهو عسير
وقال الحسين بن يحيى يرثي قلما انكسر (2) :



ما عيب طولا ً ولم يعب قصرا ً عرى من دقة ومن عظـم



كان إذا ما تضايقت سبل الــ ـلفظ كفاني مخارج القلـم



لا حصر القول عـند خطيتـه وليـس فـي قـــول بمتهم